تأسف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح في كلمة بمناسبة افتتاح الدورة الربيعية للمحاولات التي يسعى أصحابها من ورائها إلى خلط الأمور والعمل على إظهار الجزائر بمظهر سوداوي قاتم ، يصور كأن كل إطاراتها متورطة في قضايا الفساد، وان البلد متوقف عن العمل. مؤكدا بأن المساس بالمال العام هو عمل مجرم وان العدالة مطالبة فيه بتطبيق القوانين، وبالصرامة التي يقتضيها الموقف. وأوضح عبد القادر بن صالح أن الإرادة السياسية العليا للبلاد أعطت التعليمات الصارمة في أكثر من مناسبة لمحاربة الظاهرة ، والوقوف بكل حزم في وجه الفساد بجميع أشكاله وصوره. مشير إلى أن ظاهرة الفساد هي ظاهرة موجودة في كل دول العالم، وكافة مجتمعاته ، والجزائر ليست استثناء أما استغلال وجود هذه الظاهرة المدانة لتشويه صورة بلد بكامله، والتشكيك في مصداقية كافة إطاراته فهذا أمر فيه إجحاف كبير في حق البلد أو في حق إطاراته لذا وحتى لا يتم الخلط في الفهم لابد من ترك العدالة تؤدي دورها فتتحرى الحقيقة، وتعاقب المتورط وتبرئ البريء.موضحا أن الجزائر مثلها في ذلك مثل بقية الدول تعرف حالات انحراف يتسبب فيها أفراد لكن الأغلبية الساحقة لإطارات الدولة فيها تعيش براتبها اليومي، وهي تعمل في إطار القانون وبصدق وإخلاص، وبفضلها تحققت كافة الانجازات التي تعرفها البلاد اليوم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. متسائلا قائلا " وإلا كيف لنا أن نفسر تحول البلد وفي فترة قياسية إلى ورشة كبيرة غيرت وجه الجزائر جذريا؟ وكيف لنا أن نفهم كيف تحققت سياسة الإصلاح التي باشرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وتحولت إلى حقيقة وفي مختلف جوانب الحياة من الوئام المدني إلى المصالحة الوطنية ، إلى إصلاح قطاع العدالة والتربية، والمؤسسات العمومية الإدارية وكيف لنا يضيف عبد القادر بن صالح أن ندرك غايات وأبعاد السياسة الجريئة التي انتهجتها البلاد في مجال التنمية المستدامة من خلال إعطاء الأولوية للأشغال القاعدية الكبرى. مؤكد أن جهود التنمية المحققة، والتقليص الواضح من حجم البطالة ، وخفض التضخم، وتحقق السلم والأمن والاستقرار على المستوى المحلي الوطني هي كلها شواهد تبين ان بلادنا على الرغم من كل ما يقال هنا وهناك قد تقدمت ، وهي تتطور ، وتسير في الطريق الصحيح ، لهذا فإن بروز بعض المظاهر والسلوكات المجتمعية السلبية يجب ألا تحجب عن أعيننا الحقيقة وهي حقيقة أن الجزائر تبني نفسها ، وتتقدم، بفضل جهد وإخلاص وتفاني إطاراتها ومسؤوليها وعمالها الذين يعملون بصمت وإخلاص يضيف رئيس الغرفة العليا. عادل أمين.