سجلت اسعار زيت الزيتون ارتفاعا محسوسا في الفترة الأخيرة حيث تعدى سعر الليتر الواحد 500 دينار في المعسرة ،فيما وصل السعر في الأسواق 850 دج للتر الواحد،هذا التراجع في هذه الثروة الفلاحية التي بات يطلق عليها اسم "الذهب الأخضر" تحولت إلى مصدر ربح كبير، لدى بعض البائعين الذين باتوا يحتالون على المواطنين من خلال بيع زيوت مغشوشة وبأثمان باهضة خاصة أن فئة كثيرة منهم لا تعرف كيف تفرق بين زيت الزيتون الاصلي و المغشوش ،لكن حاجتهم لهذه المادة الضرورية التي تستغل في الكثير من الامور وفي علاج بعض الامراض تدفعهم لشرائها،في ذات السياق أبدى مزارعون وناشطون في قطاع الزيت والزيتون تشاؤما غير مسبوق بشأن مردودية محصول العام الجاري، الذي ينتظر أن يعرف تراجعا بفعل عامل المناخ وبعض الأمراض التي أضرت بالمنتجات،كما ارجعوا ارتفاع السعر الى نقص الزيتون هذا العام، اضافة الى غلائه ونقص مردوده ،كما توقعوا بأنه لن يصل حتى لربع الكمية المتواجدة في المواسم الماضية ،أما أصحاب المصانع فقد أرجعوا ارتفاع الاسعار إلى قلة المنتوج هذه السنة لعدة أسباب منها ، عدم استغلال الامكانيات المتوفرة حيث نسبة كبيرة من أشجار الزيتون غير مستغلة سنويا نتيجة قلة اليد العاملة، و صعوبة الدخول الى المناطق الغابية والمنحدرات والمسالك الوعرة لجني المحصول، و غياب الإجراءات لمواجهة أسراب طائر الزرزور المهاجرة من شمال أوروبا الى شمال إفريقيا، حيث تستهلك كميات من الزيتون، فضلا عن التغيرات المناخية التي أصبحت تؤثر على الزيتون في السنوات الأخيرة،من جانب أخر تعرف أسعار زيت الزيتون زيادة ب 150دج مقارنة بالسنوات الماضية .ويرى خبراء أن ارتفاع أسعار زيت الزيتون في الأسواق المحلية، قد يقلص حظوظ المصدرين على قلتهم من الوفاء بالتزاماتهم تجاه طلبيات الزبائن.كما فتح هذا الوضع الباب أمام ممتهني الغش والتحايل في هذه المادة،باستخدام طرق جنونية لترويج منتجاتهم. في سياق آخر اعرب العديد من المواطنين عن استيائهم من الزيوت المغشوشة التي تروّج في الأسواق ، حيث حمّلوا بعض ضعاف النفوس، أو ملاك المعاصر الذين يلهثون وراء الأموال والربح، المسؤولية، وأكدوا أن بعض أصحاب المعاصر باتوا لا يتقاضون المال من أجل عصر الزيت، بل يفضّلون أخذ حقهم من الزيت المعصورة، حيث إنهم يتقاسمون الزيت مع صاحب الزيتون حسب الكمية،ما ادى إلى الارتفاع الجنوني لأسعار الزيت.وتابعوا أن بعض أصحاب المعاصر يقومون بالغش في عملية العصر، التي يمر بها الزيتون باستعمال مختلف الطرق من أجل الحصول على كميات كبيرة من الزيت،غير مبالين بذلك بصحة المستهلك وجودة المنتوج. وعن الباعة غير القانونيين لزيت الزيتون فقد تابع احد المواطنين بالقول بأن هؤلاء حدّث ولا حرج، فهم يضيفون لها العديد من الشوائب الأخرى، على غرار زيوت أخرى تُستعمل في الطبخ، بالإضافة إلى الماء وعقاقير متنوعة غير مبالين بصحة المواطن. من جانب آخر تشهد الزيت الجزائرية تزاحم من طرف زيوت تونسية ومغربية لكن رغم ذلك فقد أجمع العديد من المواطنين أن الزيت الجزائرية تبقى رقم واحد، ذلك لنوعيتها الجيدة، رغم ما تشهده من ارتفاع محسوس وغلاء في سعر اللتر الواحد، الذي بلغ ذروته هذه السنة، على خلاف السنوات الماضية، فبعدما كان يتراوح بين 650 دينار 700 دينار كأقصى حد، وصل مؤخرا إلى 850 للتر الواحد، على غرار منطقة جيجل المعروفة بالنوعية الجيدة لزيت الزيتون.