افتتح معهد خاص بالأدب واللغة العربية عقب عطلة الربيع الأخيرة بالحدائق ليكون إضافة هامة لجامعة 20 أوت، لكن سوء التقدير بافتتاحه منتصف الموسم الدراسي وعلى مشارف نهاية السنة أدخل الطلبة في بؤرة لامتناهية من المشاكل. وبرزت هذه المشاكل أساسا لدى طلبة السنة الثالثة المقدر عددهم بحوالي 800 طالب فبعد أن تقبلوا على مضض الإقامة بإقامة الإخوة بوحجة بمرج الذيب والدراسة بأقسامها رغم قدمها وظروفهم المأساوية بها وبعد المكتبة الكائن مقرها بالحدائق لإنجاز البحوث إلا أن رواج معلومة فتح معهد للأدب وضم جميع المراحل بالحدائق خلال الموسم الدراسي القادم كان أملا قبل أن يفاجأوا بقرار نقل أقسامهم الدراسية إلى المعهد الجديد بالحدائق وترك إقامتهم بمرج الذيب مما يضطرهم يوميا إلى الانتقال للمعهد لمدة نصف ساعة زمن الوصول إلى الحدائق ورغم أن الجامعة وفرت لهم النقل حيث تنطلق حافلة على السابعة والنصف صباحا وأخرى على التاسعة إلا أن العودة مساءا حملت العديد من المشاكل لوجود حافلة واحدة لنقل الطلبة ومعظمهم يستعملها لاختلاف زمن انتهاء الدراسة وموعد تحرك الحافلة، مما يجعلهم مجبرين على استعمال وسائل نقل المسافرين بمبلغ 20 دينار جزائري نصفها إلى غاية محطة محمد بوضياف ونصفها الآخر المحطة إلى مرج الذيب. تستمر معاناة طلبة السنة الثالثة مع وجبة الغداء حيث يجبرون على قطع مسافة معتبرة من المعهد الى إحدى إقامتي البنات لكن الاكتظاظ لا يمكنهم من الوصول بسبب قصر فترة الراحة ليعودوا للدراسة وهو ما دفعهم حسب تصريحات الطلبة إلى شراء بعض المأكولات من طاولات بيع السجائر وتستمر المعاناة بوقوفهم لساعات تحت أشعة الشمس في انتظار موعد حضور الأساتذة لأن إدارة المعهد متعت جلوس الطلبة وانتظارهم بقاعات الدرس وتصل المشاكل إلى قمتها بانعدام ماء الشرب من المعهد مما يدفع بالطلبة إلى قطع مسافة كبيرة لإحدى الإقامات الجامعية لكن بسبب المسافة والتعب أضحوا يفضلون حمل قارورات الماء من إقامتهم. عكس السنة الثالثة فإن طلبة السنتين الأولى والثانية استفادوا نسبيا من الوضع حيث كانوا يدروسون بأقسام إقامة الإخوة بوحجة بمرج الذيب وإقامتهم بالحدائق، الأمر الذي جنبهم التنقل ومشاكل المواصلات ومطاردات الحافلات ، أو الجري خلفها لتحركها قبل الوقت أو عدم مجيئها . كذلك الحال بالنسبة للسنة الرابعة المقيمين بالحدائق وكانوا مشتتين بقاعات الدراسة بعلم الاجتماع ليتم ضمهم إلى المعهد الجديد. للإنصاف فإن معهد الأدب الجديد مكتسب حقيقي لجامعة سكيكدة ، لكن مسؤوليها افتقدوا ميزة تقدير الوقت لأن افتتاحه وسط الموسم الدراسي أحدث إرباكا و قلقا للطلبة لاسيما و أنه خلق مشاكل رهيبة تؤثر على دراستهم كالإطعام و مشكلة النقل بسبب الفوضى وغياب رقابة صارمة على سائقي الحافلات الذين مرة يمتنعون عن الحضور و أخرى ينطلقون قبل الوقت دون نسيان مشكلة إستمرار إقامة طلبة السنة الثالثة بمرج الذيب مما يجعلهم يعانون الشمس و المطر في إنتظار حصصهم لمنع بقائهم في الأقسام. وكانت مصادر قد ذكرت سابقا ، أن معهد الأدب سيفتتح خلال الموسم الدراسي القادم ، مما أثار حالة إرتياح لتسجيل مكسب باستقلال معهد الأدب الذي سيلملم شتات طلبته الموزعين بين أقسام إقامة مرج الذيب وقاعات علم الاجتماع ، كما سيكون سببا في إسكان جميع طلبته بإقامات الحدائق بمقربة من المكتبة الجامعية ، وكذا إستقلال إدارة المعهد بإدارة خاصة بهم عوض التطفل على المعاهد الأخرى ، لكن كان بالإمكان تفادي هذه الفوضى و الإستفادة من خدمات المعهد خلال الموسم القادم ، خاصة أن ضحايا هذا القرارهم طلبة السنة الثالثة المقسمين إلى ثلاث دفعات كل واحد بستة أفواج أي 18 قسما كل واحد به حوالي 40 طالبا أي بمجموع قرابة 800 طالب جلهم إناث. واقترح بعض الطلبة مراقبة النقل الجامعي الذي يشهد تجاوزات خطيرة في حق الطلبة ، كما أن توفير مياه الشرب لن يضر بخزينة الجامعة التي افتتحت معهد الأدب باعتباطية جعلت الفرحة بتحقيق هذا المكسب "بدون نكهة ". حياة بودينار