دق مختصون في داء السكري والتغذية وعلم النفس ناقوس الخطر بشأن ظاهرة استفحال السمنة في المجتمع لدرجة أصبح هذا المرض يهدد الصحة العمومية مع إحصاء إصابة أكثر من 55 بالمائة من الجزائريين.وأكد رئيس مصلحة الطب الداخلي للمؤسسة الاستشفائية الجامعية لولاية سطيف، البروفيسور رشيد مالك،بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذه الظاهرة الذي يصادف الرابع مارس من كل سنة،أن الأشخاص الذين يعيشون بمرض السمنة معرضين لعدة أمراض خطيرة نتيجة ارتفاع الوزن لدرجة مخيفة من بينها أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري والسرطان.وتفاديا لتهميش المجتمع لهذه الشريحة، شدد ذات الأخصائي على ضرورة وصف هؤلاء بالأشخاص الذين يعانون من السمنة بدلا من نعتهم بالبدناء,خاصة وأنهم يعانون مسبقا من الناحية الاجتماعية والنفسية نتيجة ارتفاع وزنهم إلى جانب الأمراض الأخرى.وأوضح الأخصائي بان العالم أصبح يعاني من ثلاث جائحات أولها داء السكري والثانية السمنة والثالثة "كوفيد-19" وكل واحدة "لا تقل عن الأخرى من ناحية الانتشار ونسبة الوفيات".وذكر في ذات السياق بأن الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا وبالتالي للوفاة حيث تأتي فئة المصابين بهذا الداء والسكري في مقدمة الأشخاص الذين أدخلوا المستشفيات بسبب تعرضهم إلى الفيروس.وأشار من جانبه مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة الدكتور، جمال فورار، إلى أن التكفل بالسمنة يستدعي تظافر جهود جميع القطاعات كل واحد في اختصاصه، مذكرا بأرقام مخيفة للتحقيق الذي أنجزه المعهد الوطني للصحة العمومية في سنة 2017 الذي أشار إلى معاناة جزائري واحد من بين اثنين من الارتفاع المفرط للوزن وجزائرية واحدة من بين ثلاث جراء هذا المرض.وأكد في هذا الصدد بأن الوزارة وضعت إستراتيجية وطنية لمحاربة هذه الظاهرة ليس من خلال التكفل الطبي فحسب، بل حتى من جوانب الخطورة البيئية والسلوكية.وشددت، من جهتها، رئيسة مصلحة أمراض الغدد بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لامين دباغين ماي سابقا، البروفيسور نسيمة فضالة، على ضرورة التوجه نحو مكافحة فعلية لداء السمنة والأخطار المحيطة به نظرا لتهديداته على الصحة والخزينة العمومية مستقبلا.وعبرت رئيسة مصلحة داء السكري بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بدويرة بضواحي العاصمة، البروفيسور بن سمينة، عن أسفها للوضعية الصحية لبعض الفئات العمرية للأطفال والتي بلغت نسبة ارتفاع الوزن لديها درجة مخيفة بسبب استعمالها المفرط للوسائط التكنولوجية واقبالهم على السكريات والدهنيات والمشروبات الغازية والمأكولات السريعة بشكل مفرط .كما حذرت من غياب وقاية حقيقية لدى هذه الشرائح التي وصفتها بأجيال الغد وتعرضها إلى الإصابة بالسمنة في الوقت الراهن قد يعيق صحة مجتمع بأكمله.و للوقاية من هذا المرض الخطير، أجمع المختصون على ضرورة تشجيع الحركات الرياضية والتوعية حول الأغذية السليمة ومحاربة التدخين إلى جانب إشراك جميع الفاعلين في المجتمع في الوقاية من هذا المرض.