السمنة تهدّد الصحة العمومية 55.5 بالمائة من الجزائريين مصابون بزيادة الوزن حذر مختصون في داء السكري والتغذية وعلم النفس يوم الخميس بالجزائر العاصمة من استفحال ظاهرة السمنة في المجتمع لدرجة أصبح هذا المرض يهدّد الصحة العمومية مع إحصاء إصابة أكثر من 55 بالمائة من الجزائريين. وأشار مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة الدكتور جمال فورار إلى أن التكفل بالسمنة يستدعي تظافر جهود جميع القطاعات كل واحد في اختصاصه مذكرا بأرقام مخيفة للتحقيق الذي أنجزه المعهد الوطني للصحة العمومية في سنة 2017 الذي أشار إلى معاناة جزائري واحد من بين اثنين من الارتفاع المفرط للوزن وجزائرية واحدة من بين ثلاث جراء هذا المرض. وأكد في هذا الصدد بأن الوزارة وضعت استراتيجية وطنية لمحاربة هذه الظاهرة ليس من خلال التكفل الطبي فحسب بل حتى من جوانب الخطورة البيئية والسلوكية. وشددت من جهتها رئيسة مصلحة أمراض الغدد بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لامين دباغين (مايو سابقا) البروفيسور نسيمة فضالة على ضرورة التوجه نحو مكافحة فعلية لداء السمنة والأخطار المحيطة به نظرا لتهديداته على الصحة والخزينة العموميتين مستقبلا. وعبرت رئيسة مصلحة داء السكري بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بدويرة بضواحي العاصمة البروفيسور بن سمينة عن أسفها للوضعية الصحية لبعض الفئات العمرية للأطفال والتي بلغت نسبة ارتفاع الوزن لديها درجة مخيفة بسبب استعمالها المفرط للوسائط التكنولوجية وإقبالهم على السكريات والدهنيات والمشروبات الغازية والمأكولات السريعة بشكل مفرط. كما حذرت من غياب وقاية حقيقية لدى هذه الشرائح التي وصفتها ب أجيال الغد وتعرضها إلى الإصابة بالسمنة في الوقت الراهن قد يعيق صحة مجتمع بأكمله. وللوقاية من هذا المرض الخطير أجمع المختصون على ضرورة تشجيع الحركات الرياضية والتوعية حول الأغذية السليمة ومحاربة التدخين إلى جانب إشراك جميع الفاعلين في المجتمع في الوقاية من هذا المرض. وعبر من جانبه رئيس الجمعية الجزائرية للمستهلكين السيد مصطفى زبدي عن أسفه لغياب معلومات وافية حول مكونات المواد الغذائية المصنعة وارتفاع نسبة السكر والملح في البعض منها مما أدى حسبه إلى زيادة عدد المصابين بالأمراض المزمنة خلال السنوات الأخيرة.