تتواصل معاناة سكان أغلب بلديات الجهة الشرقية من جيجل مع الماء الشروب وذلك في ظل تراجع معدلات الضخ باتجاه بيوت سكان هذه البلديات وتوقفها من حين الى آخر لأيام طويلة الأمر الذي حتم على سكانها الإستنجاد بمياه الصهاريج من أجل سد حاجتهم من هذه المادة الحيوية . وبلغت أزمة المياه بمناطق عدة من بشرق ولاية جيجل أوجها خلال الأيام الأخيرة من خلال التذبذب المسجل في عمليات الضخ باتجاه بيوت مواطني هذه المناطق وعدم انتظام هذه العملية بكل ماترتب عن ذلك من مشاكل حتمت على المتضررين الإستنجاد بمياه الصهاريج وكذا مياه الينابيع من أجل توفير مايكفيهم من المياه بكل مايكلفه ذلك من مبالغ مالية معتبرة لاتقدر أغلب العائلات الضعيفة الدخل على توفيرها . وكانت مديرية الموارد المائية بجيجل قد كشفت في وقت سابق عن الشروع قريبا في تزويد سكان عدة بلديات من جيجل وتحديدا تلك الواقعة بشرق الولاية في صورة الميلية ، السطارة ، سيدي معروف والعنصر بالمياه الشروب انطلاقا من سد بوسيابة بذات البلدية وذلك في خطوة جادة لإنهاء أزمة العطش بهذه البلديات غير أن تأخر تجسيد هذا المشروع وضع آلاف العائلات بهذه البلديات أمام مصير مجهول بل وبات ينذر بصيف صعب على هذه الأخيرة . و سبق لوزير الموارد المائية خلال آخر زيارة له الى ولاية جيجل وأن وعد بحل مشكل المياه على مستوى ست بلديات بالجهة الشرقية من ولاية جيجل وفي مقدمتها الميلية والشروع في تزويد سكانها بالمياه الشروب بداية من مطلع العام الجاري أو بالأحرى بداية من شهر فيفري الماضي انطلاقا من سد بوسيابة الذي يتم ضخ نحو 80 مليون متر مكعب من مياهه بسد بني هارون الذي يزود عدة ولايات بشرق البلاد على غرار قسنطينةوميلة بالمياه الشروب غير أن هذه الخطوة تعطلت ولم يتم تنفيذها في التوقيت المحدد على الرغم من تهديدات وزير الموارد المائية أنذاك وتوعده القائمين على المشروع بعقوبات كبيرة في حال عدم وصول المياه الى البلديات المعنية بداية من شهر فيفري قبل أن تأتي التطمينات الأخيرة للقائمين على قطاع المياه بولاية جيجل ماأثار الكثير من الشكوك حول مدى جدية الجهات الوصية في تجسيد وعودها التي تحولت الى مجرد حبر على ورق في وقت تشتد فيه أزمة المياه بعدة مناطق من جيجل رغم أنف السدود الخمسة وعشرات الجيوب المائية التي تنام عليها هذه الأخيرة ، يحدث هذا في ظل تقارير رسمية بخصوص تلوث العديد من الينابيع الطبيعية التي كان يتزود منها سكان بعض المناطق بالمياه وتشميع هذه الأخيرة من قبل مكاتب الصحة في أعقاب التحاليل التي أجريت على مياهها الأمر الذي بات ينذر بكارثة صحية خلال أشهر الحر المقبلة في ظل مواصلة السكان الإعتماد على مياه هذه الينابيع التي تراجع منسوبها بشكل كبير من جراء موجة الحر التي ضربت الولاية خلال فصل الصيف الماضي .