ينتظر أن ينطلق قريبا أهم مشروع لحل أزمة المياه بعدد من بلديات ولاية جيجل وتحديدا بالجهة الشرقية من الولاية وهو المشروع الذي خصص له غلاف مالي غير مسبوق من شأنه أن ينهي إحدى أكبر الأزمات بعاصمة الكورنيش والتي دفعت بمئات العائلات إلى الاحتجاج. وكشف القائمون على ملف تسيير المياه بجيجل عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 9300 مليار دينار لحل أزمة المياه بست بلديات من الولاية ويتعلق الأمر بكل من الميلية، أولاد يحيي، السطارة، سيدي معروف، أغبالة وأولاد رابح، وذلك من خلال إنهاء عملية ربط هذه الأخيرة بالمياه انطلاقا من سد بوسيابة ببلدية الميلية وهي البلديات التي عانت أكثر من غيرها أزمة التزود بمياه الشرب خلال الفترة الأخيرة، مما تسبب في احتجاجات كبيرة بين سكان هذه الأخيرة خصوصا خلال الصيف الجاري حيث وجدت آلاف العائلات بهذه البلديات نفسها أمام حتمية اللجوء إلى مياه الصهاريج لتوفير حاجتها من هذه المادة الحيوية بعدما جفت معظم الينابيع التي كانت تتزود منها. والى جانب ربط البلديات المذكورة بالمياه انطلاقا من سد بوسيابة الذي يعد ثاني سد باقليم عاصمة الكورنيش من حيث الطاقة التخزينية ينتظر أن يخصص جزء من المبلغ المرصود من قبل الوزارة الوصية لتزويد مصنع بلارة بنحو 20 لترا من المياه انطلاقا من نفس السد ومن ثمة إنهاء التحفظات التي كانت قائمة بخصوص مصادر تمويل هذا المصنع بالماء والتي طرحت بشدة قبل ثلاث سنوات بعد رفض بعض الجهات النافذة استغلال مياه سد بوسيابة في تموين المصنع المذكور بدعوى وجود حاجة ماسة إلى هذه المياه في قطاعات أخرى بما فيها الزراعة. ومن شأن هذا المشروع العملاق أن يحل جزءا من الأزمة المائية التي تلقي بظلالها على عاصمة الكورنيش والتي تسببت في قلاقل بالجملة في عدة نقاط من الولاية ودفعت بالآلاف إلى استقبال الوالي السابق بالدلاء الفارغة خلال بعض الخرجات التي قادته إلى عدد من بلديات الولاية.