اقترب الموعد الذي حدده الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، لطفي بن باحمد، للشروع في إنتاج لقاح "سبوتنيك.في" الروسي المضاد لفيروس "كورونا" بالجزائر،لكن ولحد الساعة لا يزال الغموض يلف هذا المشروع، بسبب الكثير من نقاط المبهمة التي تحيط به مع تزايد المخاوف من عدم قدرة الجزائر على تنفيذ المشروع في موعده المحدد،هذه المخاوف تعززت مع تصريحات السفير الروسي بالجزائر "يغور بيليايف"، والذي لمح إلى عدم تلقي بلاده الضوء الأخضر للانطلاق في المشروع.ولم بعد يفصلنا عن الموعد المحدد للشروع في إنتاج لقاح كورونا بالجزائر سوى 3 أشهر فقط، استنادا إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الصناعة الصيدلانية شهر افريل الماضي، والذي حدد شهر سبتمبر كموعد لاستلام أول لقاح "سبوتنيك.في" من مصنع "صيدال" بقسنطينة، ولكن قد لا تكون المهلة كافية بسبب التأخر المسجل في اقتناء التكنولوجيا الضرورية لإنتاج اللقاح،وهذا ما ذهب إليه السفير الروسي بالجزائر في تصريحات صحفية أدلى بها بهذا الخصوص، حيث أوضح أن المشروع من بدايته قد يستغرق ما بين 12 إلى 18 شهرا ليكون عمليا.وقال السفير الروسي بالجزائر،"يغور بيليايف"، في رده على سؤال حول التقدم المحرز في مشروع تصنيع لقاح "سبوتنيك.في" في الجزائر، أن هذا المشروع يعتمد على أحدث التقنيات و يتطلب معدات تقنية خاصة وتجهيزات ترقى إلى المعايير الدولية إلى جانب تدريب عال الدقة للعمال المكلفين بمتابعة إنتاج اللقاح.كما أكد السفير الروسي في نصريحات صحفية أنه من الصعب حل كل هذه المشكلات بسرعة.ما يعني بعبارة أخرى أن المشروع قد لا يرى النور في الموعد الذي حددته وزارة الصناعة الصيدلانية.وكان لطفي بن باحمد الوزير المنتدب المكلف بالصناعة الصيدلانية، قد أعلن شهر أفريل الماضي، أن اللقاح الجزائري المضاد لفيروس كوفيد 19 سيكون متاحا في سبتمبر المقبل. وأشار بن باحمد لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" الذي يبث عبر القناة الإذاعية الثالثة الناطقة باللغة الفرنسية إلى أن لقاح "سبوتنيك.في" سيكون جاهزًا شهر سبتمبر المقبل، وفقًا لمؤسسة "صيدال" والخبراء والتحليلات المختلفة التي تم القيام بها لهذا الغرض، موضحا بالقول إن الصندوق الروسي و المخابر التي تصنع لقاح "سبوتنيك.في" في بلدان أخرى تدعمنا في هذا المسعى ".ورفض السفير الروسي الرد على سؤال بخصوص إمكانية الوفاء بهذا الموعد النهائي الذي سيأتي في أقل من ثلاثة أشهر، مشيرا إلى وجود تفاصيل تقنية لا فهمها، مضيفا انه "إذا بدأنا من الصفر، فإن إنتاج اللقاح سيستغرق ما بين 8 و 12 شهرًا"، وقال أن روسيا "مستعدة لإرسال تكنولوجيا اللقاح بمجرد حصولنا على موافقة من الشريك الجزائري".وما زاد من الغموض بشأن مشروع إنتاج اللقاح الروسي، كان إعلان الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، مطلع جوان الجاري، عن إبرام اتفاقية تقضي ببناء مصنع لإنتاج لقاح "سبوتنيك .في" ضد فيروس كورونا في البحرين، بهدف إمداد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهذا العقار.وأوضح منتجو "سبوتنيك.في" أن الاتفاقية تم توقيعها على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بين صندوق الاستثمارات المباشرة وشركة "بينوفارم غروب" الروسية لإنتاج الأدوية من جانب وشركة "ممتلكات" القابضة وهي صندوق الثروة السيادية للحكومة البحرينية من جانب آخر. وأشار الجانب الروسي، إلى أن كميات اللقاح التي ستنتج في المصنع الجديد ستصدر إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى افتتاح مصنع بالجزائر إذا كان هناك مصنع أخر قادر على تغطية احتياجات المنطقة بأكملها.