شهدت سكيكدة اليوم دخولا اجتماعيا ساخنا بعدما قام طالبي السكن بغلق مداخل و مخارج المدينة و طريق محطة نقل المسافرين محمد بوضياف ما عزل عاصمة الولاية حرفيا، و أجمع المحتجون على ضروروة ترحيلهم عاجلا إلى سكنات لائقة، سكان حي قدماء بوعباز الواقع بأعالي مدينة سكيكدة طالبوا بتجسيد الوعود المقدمة من قبل الولاة السابقين و القاضية بترحليهم لمشروع 800 مسكن بنفس الحي، و تمسك السكان الذين دخلوا في حركة احتجاجية أمام مقر ولاية سكيكدة منذ الأسبوع الماضي بقرار ترحليهم إلى سكنات جديدة بحي بوعباز، باعتبار انه في سنة 2014 عندما تم إعادة إسكان 800 عائلة، تم حينها منحهم وعدا بان يكون المشروع الذي انطلق أنداك على أنقاض الأكواخ التي هدمت عقب عملية إعادة الإسكان من نصيبهم، و منذ ذلك اليوم و هم يتابعون سير انجاز المشروع ، و يقفون على كل شيء من أجل التيلبغ عن أية عراقيل من شانها ان تؤخر عملية حصولهم على السكنات. السكان و يتعلق الأمر بحوالي 500 عائلة تقطم بحي بوعباز القديم كانوا قاب قوسين أو أدنى من عملية ترحليهم، حيث كان الوالي السابق قد برمج العملية بعد ايام قليلة و ذلك من خلال تصريحه لوسائل الإعلام على هامش اجتماعه بسكان الأكواخ القصديرية بفلفلة و الذي أكد على أن قائمة المستفيدين بحي بوعباز تم انجازها بسهولة نتيجة تعاون لجان الأحياء، الامر الذي سيدفع مصالحه لاطلاق عملية إعادة الإسكان لفائدة المعنيين في الحين، ليأتي قرار إنهام مهامه و ايقاف العملية. لجنة قدماء حي بوعباز و من ورائهم السكان متخوفون اليوم من عدم حصولهم على السكنات المنجزة بجوار أكواخهم و التي تعود للحقبة الاستعمارية الفرنسية، و ذلك بناءعلى الوعود المتكررة، و هم الذين انتظروا هذه اللحظة منذ ترحيل جيرانهم و توطين المشروع الذي هو في الاشغال الأخيرة. للإشارة فإن ترحيل سكان منطقة بوعباز بمدينة سكيكدة يسمح بربح عقار هام يمكن من توطين مشاريع جديدة، حيث لا تزال حصة 7 ألاف وحدة سكنية بدون عقار، إذ تعاني ولاية سكيكدة و عاصمتها على وجه الخصوص من مشكل نقص العقار.اما سكان حسين لوزاط فطالبوا بالترحيل دون قيد أو شرط لكونهم تعبوا من تحمل الاوضاع القاسية التي يعيشونها في ظل سكنات لا تصلح لاقامة البشر،و كذلك صرخ قاطنو السكنات القديمة للتعبير عن غضبهم الوضعية المزرية التي يعيشون فيها منذ زمن داخل سكنات هشة صنفت ضمن الخانة الحمراء التي تعني انهم يعيشون في وضع الخطر و الأكثر من ذلك تعرض حياتهم للموت في اية لحظة بسبب هشاشة السكنات و تأكلها بفعل عامل الزمن باعتبار أن تاريخ انشائها يعود للحقبة الاستعمارية الفرنسية، فالسلالم باتت تتأرجح بالعابرين فوقها، و الاسقف تشققت و اصبح الجيران يتبادلون التحايا عبرها مباشرة و الجدران امتلأت بالحفر حلها بات مقترنا بقطع القماش أو الورق لسدها ضمانا لخصوصية العائلة. المحتجون و امام هذا الوضع طالبوا من السلطات الولائية و على رأسها والي سكيكدة حورية مداحي بمنحهم توقيت محدد لترحليهم من سكناتهم الحالية مع تحديد الموقع السكني المراد ترحيلهم إليه، معتبرين أن مشروع إعادة ترميم البنايات التي وضعت في خانة الترميم في وقت سابق و تكفل مكتب دراسات بالمشروع و تخصيص مبلغ مالي مهم للعملية تجاوزه الزمن و لم تظهر آثاره على ارض الواقع رغم مرور وقت طويل منذ إطلاق المشروع، حيث انه و طوال هذه المدة كان سكان البنايات الهشة الواقعة بقلب مدينة سكيكدة يعانون الأمرين في ظل الفسل الذريع لعملية الترميم.