أبرقت وزارة الصحة الى الولاة ومديريات الصحة الولائية والمؤسسات الاستشفائية عبر الوطن و كافة مسؤولي الصحة الجوارية تعليمة تتيح لهم فتح المجال للمواطنين لتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا. وأشارت التعليمة الموقعة في 27 أكتوبر الجاري إلى أن اللجنة العلمية ولجنة الخبراء المكلفة بالتلقيح قد أقرت اللجوء إلى إجراء جرعة ثالثة، وذلك استنادا إلى المعطيات العلمية العالمية. كما شددت التعليمة على تجنيد كل الهياكل الصحية الجوارية، المؤسسات الاستشفائية، الفضاءات العمومية، الفرق المتنقلة، لتنفيذ هذه التوصيات تحسبا لأي طوارئ صحية خلال الأسابيع المقبلة. وذكر مسؤول الصحة أن تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا يبقى اختياريا وليس إجباري، مضيفا إلى أنه بالإمكان تلقي الجرعة الثالثة من لقاحات مختلفة، مستندا بذلك إلى الدراسات العلمية وتوصيات الوكالة الأوروبية للدواء التي تؤكد أن تلقي جرعة ثالثة من لقاح مختلف عن الجرعتين الاولتين بإمكانه منح رد فعل مناعية أقوى مقارنة بتلقي جرعة من نفس اللقاح. ويمكن للمواطنين الذين تلقوا جرعتين من اللقاح أن يتلقوا جرعة ثالثة بعد 6 أشهر، ويتم منحهم دفتر تلقيح جديد خاص بالجرعة الثالثة يحمل رمز الاستجابة السريعة. وأعرب وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، عن تخوفه من أن تصل الجزائر إلى حالة الطوارئ القصوى في مجال التلقيح في حال تصاعد معدل الإصابة بفيروس كورونا. وتأسف الوزير ذاته، في تصريح للإذاعة الجزائرية، لتراجع مستوى الإقبال على التلقيح "خلال هذه الفترة التي تتسم بالهدوء"، قائلا "إن مراكز التلقيح كانت تستقبل خلال فترة الذروة لانتشار الفيروس أكثر من 260 ألف شخصا يوميا". وأكد بن بوزيد، أنه كان من الممكن بلوغ نسبة 70% من التلقيح، لو تواصلت العملية بالوتيرة السابقة. وكشف المسؤول ذاته، أن الجزائر لديها حاليا مخزون يتكون من 13 مليون جرعة من اللقاح، محذرا من احتمال خسارته. وجدد المسؤول الأول على رأس وزارة الصحة دعوته للمواطنين من أجل تلقي لقاح كورونا، مؤكدا أن التلقيح واجب وطني وأن "عملية التطعيم تمثل مؤشرا بارزا عن مدى التقدم الحاصل في البلاد". في هذا الشأن قال بن بوزيد، إن الدولة تراهن على وعي المواطن الجزائري وإدراكه لخطورة الوضع الصحي على المستوى العالمي وكذا التزامه بتنفيذ التوجيهات والنصائح المقدمة من قبل المختصين. يذكر، أنه انطلقت شهر سبتمبر الماضي أكبر حملة وطنية للتلقيح في الجزائر بعد اقتناء الجزائر ملايين الجرعات من لقاحات كورونا. وكشف سابقا على خلفية انطلاق الحملة، وزير الصحة، أن الهدف الأول لهذه العملية هو بلوغ المناعة الجماعية واكتساب حماية فعالة ضد فيروس كورونا، كون التطعيم هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة الوباء. بدوره وصف خبير الفيروسات والبيولوجيا الدكتور محمد ملهاق الوضعية الوبائية في الجزائر ب"المستقرة جدا بفعل تراجع كبير في عدد حالات الإصابات بكورونا في المستشفيات". وحذر ملهاق من الاطمئنان لتراجع الأرقام، "لأن الفيروس لا يزال موجودا وقد يعود بقوة في أي لحظة".