يرى الدكتور محمد ملهاق الخبير في علم الفيروسات والبيولوجيا في الجزائر، اليوم الجمعة، أن الوضعية الوبائية الحالية في الجزائر مستقرة جدا وهناك تراجع كبير لعدد الإصابات بالمستشفيات، غير أن هذه الوضعية تتطلب الحذر والحيطة لأن الفيروس لا يزال بيننا وقد يعود في أي لحظة. وحذر الدكتور ملهاق في تصريح لإذاعة سطيف الجهوية، من أنه لا ينبغي الاطمئنان للأرقام التي تكشف عنها يوميا الهيئة المكلفة بمتابعة فيروس كورونا، لأن الفيروس لا يزال موجودا وقد يعود للانتشار في أي لحظة، انطلاقا من عدة مؤشرات، أولها عالمية فالفيروس حيث عاد بقوة في عدة دول وثانيا بسبب حالة التراخي الكبير في المجتمع وثالثا لقلة الإقبال على التلقيح. وأوضح خبير علم الفيروسات والبيولوجيا في هذا السياق أن أرقام التلقيح تؤكد تطعيم 24 بالمائة من الجزائريين بالجرعتين، 50 بالمائة بجرعة واحدة أي 11 مليون شخص. وتلقي جرعة واحدة غير كاف فهو يحمي فقط بنسبة لا تتجاوز 30بالمائة، لذلك ليس لنا خيارا علميا آخر سوى التلقي، كما يتعين علينا استثمار هذا الوقت المتميز بتراجع عدد الإصابات للتلقيح بيحيث توجد 13 مليون جرعة في المخازن، كما أن التلقيح يحمينا من الوفيات ومن عدد الإستشفاءات وأيضا من حالات قاعات الإنعاش. وأكد ملهاق أن خطورة كوفيد 19 تكمن في طمأنة الناس باختفاء الوباء، ثم فجأة يعود إليهم بقوة، مثل ما حدث في الموجة السابقة حيث اعتقد الجميع أننا انتصرنا عليه وإذا به يعود في أيام وبخطورة. وينبغي أن نعرف أيضا أنه في الوقت الراهن هناك تشابه كبير بين أعراض كورونا والإنفلونزا الموسمية، لذلك يتعين الحذر والحيطة فقد يكون الشخص مصابا بالعدوى وهو لا يدري، والأفضل في الوضع هو زيارة الطبيب المختص للكشف والتأكد. وأضاف ضيف الإذاعة قائلا: "لا نسعى للتهويل بل بالعكس نريد أن نطمئن المواطنين بضرورة الالتزام بشروط الوقاية، والإقبال على التلقيح، حتى لا نصل إلى الموجة الرابعة التي تبقى محتملة بقوة. وتاريخ وصولها تحدده حالات التراخي، فكل ما التزمنا أكثر ابتعدت أكثر والعكس". مشيرا في هذا السياق إلى أن إعطاء الجرعة الثالثة للفئات الهشة علميا مطلوب بهدف تعزيز المناعة لهذه الفئة بشرط أن تكون بعد ستة أشهر من تقديم الجرعة الثانية وهو معمول به في عدة دول. وشدد ملهاق على أن أكبر إنجاز تحقق حاليا هو إنتاج اللقاح المحلي، ما يمكننا من اكتساب الخبرة والتجربة مع تطور حروب الأمن الصحي. خاصة وأن العالم مقبل مستقبلا على أمراض فيروسية وجرثومية جديدة حسب منظمة الصحة العالمية، 60 بالمائة منها مصدرها حيواني لذلك علينا الاستعداد بإنتاج مصانع مختصة لذلك.