نجحت الجزائر في جرجرة موقف الإتحاد الأوروبي بصفة صريحة على تأييد القضية الصحراوية وضمه إلى موقفها الداعي لتقرير المصير وتطبيق الشرعية الدوليةوقال وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي على هامش اجتماع مجلس الشراكة الجزائري الأوروبي بلوكسمبورغ أن الاتحاد الأوروبي صرح “بشكل واضح جدا” انضمام موقفه حول الصحراء الغربية إلى موقف الجزائر. ويتألف الإتحاد الأوروبي من 27 دولة، تمكنت الجزائر من استغلال فضائها الاقتصادي في دعم الإتحاد للقضية الصحراوية، وإن اقر مدلسي بأنه ثم تباين في مواقف تلك البلدان إلا أن مظلة الإتحاد من شأنها توحيدها ، قائلا “ثمة لحد الآن تباين في الآراء ولكن كنا أمام الاتحاد الأوروبي فيما أكد ميغال موراتينوس أن للاتحاد الأوروبي والجزائر نفس الموقف أي بمعنى موقف يقوم على تقرير المصير وعلى تسوية النزاع عبر الأممالمتحدة وأعلن المسؤول الإسباني الذي ترأس بلاده الهيئة الأوروبية أن جهود الأمين العام الأممي و مبعوثه الشخصي كريستوفر روس قصد “إيجاد حل سياسي عادل و دائم يقبله الطرفان و يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن الأممي”. ودعا الاتحاد الأوروبي أنه يتعين على الطرفين “التحلي بالإرادة السياسية و روح التوافق قصد مباشرة و بحزم مفاوضات جوهرية لضمان تطبيق لوائح الأممالمتحدة”، مؤكدا مواصلة دعمه للاجئين في مخيمات تيندوف قصد تحسين ظروف حياتهم الصعبةوأشار مدلسي ، خلال الاجتماع الخامس لمجلس الشراكة بين الجزائر و الإتحاد الأوروبي بلوكسمبورغ، أن الجزائر لا يمكنها مجاراة اتفاق الشراكة على شكله الحالي الذي حرم البلاد من أهم بنود تدفق الاستثمارات الأوروبية في الجزائر، وقال مدلسي “اتفاق الشراكة الذي كان من المفروض أن يعطي دفعا لتطوير الاستثمارات المباشرة الأوروبية في الجزائر و بعد مرور 5 سنوات من دخوله حيز التنفيذ لم يؤد الدور المنشود بعد”. واستبق وزير الخارجية “تأسفه” إزاء الاتفاق الذي لم تستفد منه الجزائر كاستفادة الإتحاد الأوروبي منه، خلال الاجتماع الذي ترأسه مناصفة مع نظيره الاسباني ميغال انخيل موراتينوس ، إلى تبني “لغة دبلوماسية” في سياق تبرير مطالب الحكومة الجزائرية للرئاسة الإسبانية عندما أكد بأن الجزائر تولي أهمية كبرى لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ، مؤكدا أنها تمثل “ أحد المحاور الإستراتيجية لسياستها الخارجية” مظهرا مدى تقدم العلاقات الجزائرية الأوروبية بفعل اتفاق الشراكة وأخطر مدلسي نظيره الإسباني بموقف الجزائر من مسار الشراكة بين البلدين، وتحدث بلغة النسب قائلا أن “استثمارات الاتحاد الأوروبي لا تمثل سوى ثلث” ليعيد ما كان الوزير الأول أحمد اويحيى، أكد بشأنه من أن الجزائر لم تستفد سوى بإغراق سوقها بمختلف أنواع المايونيز وأبدى الطرف الأوروبي” تفهمه” حيال شكاوى الجزائر بشأن مجرى الشراكة معه، لما أكد مسؤول الدبلوماسية الجزائري أن الجانب المتعلق بالتفكيك التعريفي في الاتفاق أسفر عن خسائر معتبرة من حيث العائدات الجمركية بالنسبة للجزائر خلال الفترة الممتدة بين 2005 و 2009 بقيمة 2.5 مليار دولار مع توقعات بقيمة 8.5 مليار دولار في 2010-2017. ما دفع مدلسي إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي بمراجعة رزنامة التفكيك التعريفي المقرر في اتفاق الشراكة فيما لمس الطرف الجزائر “أصداء إيجابية لدى الشريك الأوروبي بخصوص المطلب فيما أكد وزير الخارجية أنه يعتزم “تقديم اقتراحات ملموسة بهذا الشأن للجنة الشراكة”.