لم يعد أمر الاعطاب والتسربات التي تطال قنوات تحويل مياه سد بني هارون بولاية ميلة نحو سد كدية المدور بمدينة تيمقاد بولاية باتنة، بالأمر الجديد أو النادر، اذ باتت هذه الاعطاب والانفجارات تتكرر بصفة دورية، كان أخرها انفجار وقع بالمدخل الشمالي لبلدية بولهيلات، ما ادى الى تسرب كميات معتبرة من المياه التي شكلت شلالات تتدفق على علو عدة امتار، وهو الشطر الفضيحة ضمن المشروع، الذي استنزف الملايير، مقابل انجاز لم تحترم فيه الشروط والمعايير اللازمة، مكبدا الفلاحين خسائر كبيرة بعد ان علقوا عليه امالا كبيرة في النهوض بالفلاحة وخدمة اراضيهم في ظل تذبذب سقوط الأمطار، سيما بسهل الشمرة الذي ينتج اجود واوفر انواع الحبوب اذا ماكانت الظروف مواتية، غير ان هذه التسربات والاعطاب حالت دون التمكن من تحقيق حلم وامال الفلاحين، كما ان المياه المقرر تحويلها الى سد كدية لمدور تصل منها نسبة جد ضئيلة، اغلبها تلتهمه تلك التسربات دون الوصول الى مكانه المقرر، لتبقى بذلك الحلول الترقيعية للمشروع السبيل الأوحد في الوقت الراهن لتدارك الاعطاب التي تتطلب اعادة المشروع من جديد بمعايير دقيقة ومدروسة لتفادي مثل هذه الفضائح التي تحاول الاعطاب والتسربات في كل مرة استمالة المسؤولين الى المشروع وعدم انجازه بالمعايير المطلوبة، علها تتدخل لانهاء المعانات ومخاطر تلك الانفجارات في القناة التي تكاد تكون دورية، حيث سبق الانفجار الاخير في القناة، انفجار آخر أدى الى تطاير مكونات القناة المصنوعة من الحديد جراء قوة تدفق المياه، بمحاذاة الطريق الى اصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة، بعد أن تطايرت قطعة حديدية الى المركبة مسببة اضرارا مادية بها، فيما نجى من كان على متنها بأعجوبة بعد تعرضهم لجروح نقلوا على اثرها الى عيادة المدينة لتلقي الاسعافات اللازمة من طرف مصالح الحماية المدنية، هذا فيما تسببت المياه المتدفقة في قطع الطريق بالمياه والاوحال والحصى التي جرفتها بفعل قوة السيول المنبعثة من مكان انفجار القناة، وهي الحادثة التي تضاف الى حوادث مشابهة شهدتها قنوات الربط للمشروع الفضيحة، جراء الغش في الانجاز، ما جعله يشهد جملة من الأعطاب المتكررة بين الحين والآخر. فمتى تنتهي ازمة التسربات والعطاب والانفجارات المتكررة بهذا الشطر، الذي سبق لوالي ولاية باتنة محمد بن مالك منذ قدومه من على راس الولاية ووقوفه على نقاط التسرب الكثيرة التي تعرفها قناة مد سد كدية لمدور بتيمقاد بمياه سد بني هارون خاصة في شطر " الشمرة – عين كرشة " مرورا ببلدية بولهيلات، قد أبدى حينها رفضه لما اعتبره الحلول الترقيعية لنقاط التسرب، ملحا على ضرورة اعادة هذا الشطر من القناة حسب المعايير القانونية الدولية، من أجل اعادة هذا الشطر الفضيحة، وكانت قبل ذلك وزارة الموارد المائية قد منحت مشروعا لترميم 1.6 كلم من الشطر المتضرر بغلاف قارب 13 مليار سنتيم، في انتظار أخذ الأمر بجدية والاسراع في اعادة شطر المشروع قبل ضياع كميات اخرى من المياه وانقاذ الفلاحة بالمنطقة.