عرفت ولاية باتنة خلال الساعات الأخيرة تساقط كميات معتبرة من الأمطار بنسب متفاوتة، استغرقت في بعض المناطق ساعات من الهطول، وهو الأمر الذي استبشر منه سكان الولاية خيرا، سيما منهم الفلاحون ومربو المواشي والأغنام في انقاذ ماشيتهم من الجوع وانقاذهم من ازمة العطش التي تعيشها الولاية، خصوصا بعد شح الامطار وعدم تساقطها في اوانها، ما كبد الفلاحين خسائر معتبرة في محاصيل القمح والشعير التي لم تنمو على الاطلاق، هذا الى جانب جفاف المحيطاط المائية والسدود بشكل مريب، على غرار سد كدية لمدور بمدينة تيمقاد الممون لعديد البلديات، والذي يشهد في الآونة الاخيرة حالة كارثية بسبب الجفاف، اذ انخفض منشوب المياه به الى درجة مادون الصفر، وهي النسبة التي يبلغها للمرة الاولى منذ انجازه. مدير الموارد المائية لولاية باتنة جودي بن صالح أكد لآخر ساعة أن الامطار الاخيرة لم تساهم في رفع منسوبه، وذلك راجع الى كون الجهة التي تصب ويانه بالسد لم تشهد كميات كبيرة من التساقط، كما أن هذا الاخير بحاجة الى كميات كبيرة من الأمطار والمياه حتى يرجع الى سابق عهده، مضيفا ان اعادة اصلاح القناة المحلوة لمياه سد بني هارون بميلة نحو كدية المدور وحدها الكفيلة بانقاذ الموقف واعادة امتلاء السد من جديد. هو ما ينتظر الشروع فيه، لإعادة الشطر المتضرر من قناة تحويل مياه سد بني هارون نحو سد كدية المدور، التي كانت قد أثمرت بالموافقة المبدئية من طرف الجهات العليا للبلاد باعادة كلية لاكثر من 18 كلم من محطة عين كرشة الى غاية بلدية الشمرة بغلاف مالي حسب مصادر اخرى قد يتجاوز 2000 مليار سنتيم، لهذا الشطر الذي لم ينجز وفقا للمعايير التقنية والتي تعرف في كل مرة تسربات وانفجارات حالت دون وصول مياه سد بني هارون الى سد تيمقاد، وهو ما تسبب في دخول ولاية باتنة في ازمة عطش غير مسبوقة ميزها انخفاض كبير في منسوب مياه سد كدية لمدور الممون لعديد بلديات الولاية، الى جانب الشح الكبير في تساقط الأمطار والثلوج. وحسب ما اكده والي باتنة في وقت سابق فإن المشروع حاليا قيد التدقيق لتحديد الغلاف المالي النهائي في انتظار منحه بشكل استثنائي لمؤسسة عمومية كبرى. لأجل تجسيده وفق المقاييس التقنية المعمول بها عالميا، وهو المشروع الذي كان مطلبا رئيسيا لسكان الشمرة خاصة فئة الفلاحين، فيما تم استحداث برنامج استعجالي استباقي للتقليل من أزمة العطش تزامنا وفصل الحر. وحسب مدير الموارد المائية فان الامطار الاخيرة ورغم انها متاخرة الا انها ايجابية بشكل كبير. سيما الموجهة للسقي واماكن تجميع المياه الخاصة بذلك. هذا وقد ساهمت حملات النظافة الكبرى التي باشرتها ولاية باتنة خلال الاشهر الماضية ورفع اطنان كبرى من الاتربة والنفايات من وديانها وشوارعها وكذا تنقيبة البالوعات من تجنيب الولاية كارثة الفيضانات لتمر الامطار الاخيرة على الولاية بسلام.