على الرغم من صدور قرار الوزارة الوصية بإنهاء استعمال الصناديق الخشبية في شحن منتوجات الصيد البحري فإن كثيرا من الصيادين وباعة السمك عبر التراب الوطني لا يزالوا يعتمدون كليا على هذه الصناديق في عمليات تخزين ونقل الأسماك. وهو ما كشفت عنه الزيارة الميدانية لكل من ميناء الصيد البحري ومسمكات المدينة ففي جولة قادتنا عبر ميناء عنابة كشف الصيادون بأن قوارب الصيد التي يزيد طولها عن 10 أمتار والسفن الكبيرة تقوم بشحن مختلف أنواع منتوجات البحر بالصناديق الخشبية على غرار السمك الأبيض كالسردين العنبر السورال ووصولا إلى القشريات من الجمبري وسرطان البحر مؤكدين أيضا بأنه لا وجود هنا لشيء اسمه صناديق البلاستيك رغم علمهم بقرار وزارة الصيد البحري والموارد المائية بوجوب إنهاء استعمال الخشب في تخزين وبيع الأسماك واعتماد تاريخ 31 ديسمبر من العام الجاري كحد أقصى لوجود الصناديق الخشبية لاعتبارات صحية تفيد بان الخشب مصدر مختلف الجراثيم والتسسمات الغذائية الناتجة عن تناول الوجبات البحرية وفي سياق ذاته أكد عدد من الصيادين بأنهم غير مقتنعين تماما بقرار الوزارة لأسباب يرونها طبيعية وهو أن صناديق البلاستيك المطابقة للمعايير الدولية ومتطلبات الأسواق العالمية فيما يتعلق بشروط التخزين ونقل الأسماك منعدمة تماما بموانئ الصيد وفي أسواق ونقاط البيع بخلاف صناديق الخشب وأكياس التبريد الموجودة بوفرة والتي يتم اقتنائها بسهولة مضيفين بأن ثمن الصندوق الواحد يكلفهم مابين 100 إلى 110 دنانير في حين كيس التبريد يقدر بحوالي 150 دينارا. من جهة أخرى صرح صيادون آخرون بأن معظم قوارب الصيد التي تسترزق من الساحل الشرقي للبلاد وكذا السفن الأخرى المجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية تعتمد على صناديق الخشب في عمليات الشحن بما أن الخشب يضمن لهم برودة المنتوج البحري ومنعه من التلف بعد عملية الصيد على عكس البلاستيك. مصرحين أيضا بأن الخشب يساعدهم كثيرا أثناء الصيد حيث يحافظ على توازن قوارب وسفن الصيد حتى وإن كانت خاوية من الأسماك في حين أن مادة البلاستيك يرونها خفيفة الوزن وتعرضهم لمشاكل خلال صيد الأسماك. هذا وكشفت زيارتنا أمس للسوق الرئيسية لبيع الأسماك وكذا عدد من مسمكات المدينة بأن كثيرا من الباعة لا زالوا يستعملون الخشب في بيع الأسماك الطازج للزبائن “ غير المجمدة” حيث يتم عرضها على واجهات محلاتهم. ياسين لعمايرية