الا ان مشكلة النقص الفادح في عدد الاطباء المختصين في التخدير والانعاش تبقى النقطة السوداء والهاجس المخيف والمعقد يواجه المرضى والمسؤولين المحليين .وحسب مصادر مقربة من إدارة مستشفى خالدي عبد العزيز بتبسة، فإن المصلحة تقوم بالاشراف عليها طبيبة جزائرية مختصة في الولادة وتم تعيين طبيبة أخرى مختصة من جنسية كوبية في نفس الاختصاص بعد مغادرة طبيبين كوبيين خلال الشهر الفارط، الا أن غياب المختصين في التخدير والانعاش في المؤسسة أعاق قيامهم بعمليات قيصرية للنساء الحوامل، والتي ازدادت في السنوات الاخيرة بشكل كبير، وهو ما تسبب في قيام المؤسسة بتحويل الكثير من الحالات الى ولايات أخرى على غرار عنابة وقسنطينة، لتدخل النساء الحوامل اللواتي يقصدن المؤسسة من كل بلديات الولاية لوضع مواليدهن في مرحلة عسيرة ومعقدة زيادة على المعاناة الكبيرة عند عملية تحويلهن، حيث يتلقين صعوبات ويواجهن خطرا محدقا رفقة الأجنة، لا سيما أثناء السفر لمسافات طويلة تفوق ال200 كلم، كما تدخل عائلة الحامل في متاهات ومشقة التنقل الى حيث تلد ابنتهم، ويطول الأمر الى غاية أسبوع كامل كما يجد الأقارب أنفسهم أمام واقع التنقل طيلة مدة الاقامة في المستشفى، الى جانب تسجيل مواليدهن في هذه الولايات ، وهو الشيء الذي يساهم في تعقيد القضية، مما يفرض عليهم الرضوخ إلى العيادات الخاصة وتحمل تبعات الأعباء الثقيلة والمصاريف التعجيزية، خصوصا وأن مبلغ العملية القيصرية الواحدة لدى الخواص يفوق ال 45 ألف دج، في حين أن الأطباء الخواص العاملين في حقل الولادة والأمومة يرفضون التعاقد مع المؤسسات الاستشفائية العمومية لأسباب لا تزال مجهولة مفضلين العمل المستقل، وهي ظاهرة دخيلة على الخارطة والمنظومة الصحية التي يسعى مسؤولوها الى تطوير آلياتها وترقية برامجها الخدماتية وتحسين ظروف الاستقبال والإقامة مع التكفل التام والجيد بالمرضى. وأمام هذا الواقع المزري فإن الكثير من المواطنين يناشدون الجهات المعنية والسلطات العليا في البلاد على رأسها وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، بضرورة التدخل العاجل، من أجل وضع حد لهذا الإنشغال الذي بات يؤرق الجميع ويزرع الخوف داخلهم. علي عبد المالك