أيقظت ثورة الشعب التونسي عملاق الاحتجاج والغضب النائم بصدور العرب المتعطشين للحريات التي داستها أغلب الأنظمة المعتمدة أسلوب الاستبداد والديكتاتورية وكبت الحريات والتي باتت متخوفة من إمتداد دائرة الغضب الذي يهدد العديد من الدول مما جعلها تسارع إلى تقديم التنازلات الواحد تلو الآخر حيث سارع زعيم الثورة الليبية إلى خفض الأسعار وطمأنة الشارع أو الشعب بأن كل الأمور ستكون بخير، فيما سارعت المغرب والأردن إلى احتواء الأزمة قبل حدوثها وإعادة الاستقرار للشارع مباشرة بعد اندلاع أول شرارة للاحتجاج تنبئ بتكرار سيناريو تونس بأراضيهم ومن جهة أخرى استطاعت الجزائر بعد التنازلات التي قدمتها الحكومة بالتراجع عن قرار فرض الضرائب فرض البيع بالفواتير على التجار لضمان عودة استقرار الأوضاع وتراجع التجار عن رفع أسعار المواد الأساسية التي أشعلت الشارع الجزائري وخلفت احتجاجات بالعديد من الولايات بالوطن كما أبدت العديد من الأنظمة العربية تخوفها من الأوضاع بتونس في الوقت الذي باركت فيه منظمات وتنظيمات معادية للحكم ثورة الشعب التونسي من بينها خروج الطلبة اليمنيين إلى الشارع لنصرة الشعب التونسي داعيين الشعوب العربية إلى الانتفاضة على حكامها على غرار إخوانهم في تونس كما راحت وسائل الإعلام تمجد انتفاضة التونسيين حيث قالت صحيفة الوطن السورية أن انتفاضة الشعب التونسي تشكل درسا للقادة العرب المرتهنين للغرب في تحديد خياراتهم وصناعة مستقبل بلدانهم ومن جهة أخرى أشاد نواب في المعارضة الكويتية بشجاعة الشعب التونسي ووصفوا أحداث تونس بأنها انتصار للديمقراطية محذرين الأنظمة القمعية من المصير نفسه. فتيحة بوسعادة