دخل أمس أعوان الشبه الطبي المتكونين في غالبيتهم من الممرضين في إضراب وطني عن العمل احتجاجا على الوضعية المهنية و الاجتماعية المزرية التي تسود قطاعهم منذ سنوات حيث حقق الإضراب في يومه الأول استجابة واسعة في صفوف الموظفين وصلت نسبة 98 بالمائة في العاصمة وحدها ، فيما ترجل عدد معتبر منهم في مسيرة داخل مستشفى مصطفى باشا احتجاجا على ما أسموه “ حقرة للأعوان شبه الطبيين”. ففي حدود الساعة العاشرة والنصف من صبيحة أمس، اليوم الأول للإضراب الذي دعت إليه نقابة الشبه طبي و بالرغم من الظروف المناخية المتميزة بسقوط أمطار غزيرة على مستوى العاصمة و ضواحيها ترجل المئات من أعوان شبه الطبي داخل مستشفى مصطفى باشا في مسيرة مطالبين من خلالها بتحسين الوضعية المهنية و الاجتماعية لأعوان الشبه طبي، هذه الفئة التي لم يمسها أي تحسين على مستوى الأجور مند سنوات و لا زالت احد الأن تنتظر الإفراج عن قانون أساسي يضمن حقوقها و يحسن من وضعيتها حيث عبر المتجمعين عن تذمرهم من ترك مطالبهم معلقة من مسؤول لأخر من دون أية حلول ملموسة. و قد عرف إضراب أمس استجابة واسعة في صفوف الممرضين و حتى العمال التقنيين عبر مستشفيات الوطن حيث أكد رئيس نقابة الشبه الطبي لوناس قاشي ليومية “ أخر ساعة” أن نسب الإستجابة للإضراب في يومه الأول تفاوتت من ولاية لأخرى و من مؤسسة استشفائية لأخرى و تراوحت مجملها في حدود منتصف النهار ما بين 86 و 98 بالمائة.ولازال قرابة المائة ألف ممرض ينشطون عبر المستوى الوطني ينتظرون إصدار القانون الأساسي للمهنة الذي ظل يتناقل من مسؤول لأخر مند سنوات، حيث أبدت النقابة رفضها لمقترحات وزارة الصحة في هذا المجال،و طالبت بالأخذ بعين الإعتبار الإقتراحات التي قدمتها القاعدة العمالية في هذا المجال. و أوضح لوناس غاشي “لأخر ساعة” أن النقابة ستنتظر إلى غاية الثامن فيفري القادم تلقي استجابة من قبل الوصاية حول مختلف المطالب المرفوعة قبل أن تقرر الدخول في إضراب عام مفتوح و غير محدد الأجال و هذا ما يعني الشلل الكلي لقطاع الصحة الذي يعتمد أساسا على عمل هؤلاء من أجل سيره العادي، بالإضافة لكون الممرضين يمثلون 50 بالمائة من مستخدمي قطاع الصحة، هؤلاء الذين يطالبون بالرفع من أجورهم التي لا تتجاوز 15 ألف دينار و التي تعد زهيدة بالمقارنة إلى المهام التي يقومون بها من خلال ساعات عمل طويلة و يضمنون الخدمات الصحية خلال العطل الأسبوعية و الأعياد الوطنية و الدينية، هذا فضلا عن كونهم في الواجهة و يتحملون مسؤولية وقوع الأخطاء الطبية ،و هو ما يفرض رفع المنح و العلاوات المخصصة لهم و.نسيمة