شل، أمس، إضراب سلك شبه الطبي، أبواب العلاج، لدى أغلب مستشفيات القطاع الصحي، بما فيه مستشفى دريد حسين للمختلين عقليا. وبالرغم من ضرورة تقديم الحد الأدنى من الخدمات، لاسيما منها على مستوى قسم الإستعجالات، إلا أن معظم الأجنحة الأخرى بقي فيها المرضى لوحدهم دون وجود أحد يسعفهم .. فحتى عاملات النظافة التحقن بفناءات المستشفى التي تحولت إلى "صالات" مفتوحة للنقاش حول الأجور والقانون الخاص. طالب مختلف عمال أسلاك شبه الطبي، من ممرضين وأعوان مساعدين وأعوان اجتماعيين، بضرورة مراجعة القانون الخاص الذي أفقد مهنة التمريض 04 درجات كاملة حيث كانت تصنف في الترتيب رقم 14 لتصبح مصنفة في الترتيب رقم 10، وهو الذي سيحرم فئة واسعة من هؤلاء من عدم الإلتحاق بالمسابقات الخاصة بالمهنة والتي يتدرج على أساسها عمال أسلاك شبه الطبي في الوظيفة والترقية، بعد إدخال النظام الجديد المسمى ب"آل آم دي"، كما رافع عمال أسلاك شبه الطبي على مراجعة سياسة الأجور التي وصفوها بالمجحفة في حق مهنة التمريض، حيث يقضون أغلب الوقت تحت الضغط، وفي إسعاف مرضاهم مقابل أجور متدنية لا تتعدى في أكثر الحالات 25 ألف دينار في حق عامل قضى أكثر من 35 سنة في المهنة، ويتقاضى أغلب الذين أدوا 20 سنة من العمل راتبا شهريا يتراوح ما بين 20 و22 ألف دينار، فيما يتقاضى البقية ممن لم تتعد مدة عملهم في المهنة 20 سنة، راتبا يتراوح ما بين 15 و17 ألف دينار، وطالب الممرضون على ضرورة إدراج العلاوات والمنح في رواتبهم بالإضافة إلى تكريس نظام يعمل على ضبط المهنة في أيام الأعياد والعطل. غليان بالمستشفيات بسبب إلغاء مواعيد تعود إلى أكثر من شهر تسبب إضراب سلك شبه الطبي، في تذمر عديد من المرضى لاسيما منهم من كانت له مواعيد مسبقة في مثل هذا التاريخ الذي تصادف وإضراب الثلاثة أيام لأصحاب المهنة، سواء لإجراء الفحص أو التحاليل الطبية، حيث تم إلغاء المواعيد إلى إشعار آخر، ما تسبب في نشوب بعض الحالات من الشجار، وعدا أقسام الاستعجالات في كل المستشفيات التي زارتها الشروق اليومي في كل من مستشفى مصطفى باشا أو بئر طرارية، القطار، القبة، وحتى مستشفى دريد حسين .. ظلت الحياة مشلولة بشكل تام، حيث تحولت معظم فناءات المستشفيات إلى مساحات للحديث عن الأجور والقانون الخاص. وبشكل لافت للإنتباه، تحوّل مستشفى مصطفى باشا الجامعي إلى فناء ضخم للمضربين حيث انضم إلى الممرضين حتى الأطباء، والذين أكد عدد كبير منهم للشروق اليومي، أن مهنة التمريض بكل ما تتميز به من سمات اجتماعية، ترتيبها من ناحية الحقوق تأتي في المؤخرة، حيث يسهر الممرض إلى جانب المريض في كل رحلات البحث عن العلاج وفي النهاية يتقاضى راتبا زهيدا. هذا، وأكدت عديد من الممرضات، أن شكاوى المرضى داخل المستشفيات هي في الغالب نتيجة ضغوطات العمل وأيضا نتيجة الراتب المزري الزهيد، حيث يتقاضى رئيس مصلحة ما قيمته 22 ألف، وهو ما كشف عنه أحد الممرضين في كشف راتب شهر جانفي الماضي رغم عمله لأكثر من 20 سنة في المهنة، والتي قال لنا على حد تعبيره، "نعمل مع المرضى ونسعف مرضى مصابين بأمراض معدية وخطيرة وفي النهاية كشف راتبنا لا يضم حتى منحة خطر العدوى". ويستمر إضراب سلك شبه الطبي، اليوم وغدا، رغبة من المحتجين توصيل مطالبهم المشروعة إلى السلطات المعنية، وبالموازاة تستمر معاناة المرضى بسبب حالة الشلل التي قال عنها احد المرضى "حتى وهم يعملون هناك شلل فكيف يكون حال المستشفى وهم لا يعملون؟". روبورتاج: فضيلة مختاري