فيما تعود حيثيات القضية بحسب ما جاء في قرار إحالة غرفة الاتهام الى أول ايام عيد الفطر المبارك من شهر سبتمبر 2010 وهو اليوم الذي شاءت فيه الأقدار دون ان تعلم الضحية (ش.ص) أنها سوف ترجع إلى اهلها بعين واحدة بعد ان تقوم بزيارة الى احد أقاربها بدوار أولاد بلعقل بلدية عين مليلة قصد تقديم لهم التهاني بمناسبة العيد وبعد مدة وجيزة من دخولها المسكن نادى عليها احد أقربائها الذي كان جالسا امام البيت طالبا منها أن تحضر له معطفه فكان له ما أراده قبل أن تتفاجا الضحية بالمتهم (ب.خ.د) حاملا بيده مفرقعة وقام برميها على وجهها عندما كان يلعب مع أصدقائه بالمفرقعات تعبيرا عن فرحة العيد وهي المفرقعة التي أصابتها على مستوى العين اليمنى مما أدى إلى حدوث نزيف حاد تطلب نقلها على جناح السرعة الى مصلحة الاستعجالات ونظرا لخطورة الاصابة تدخل الطاقم عن طريق إجراء عملية جراحية على مستوى عينها مع وضعها تحت العناية الطبية المركزة قضتها بالمشفى لمدة خمسة أيام لكن وبعد تفقد مدى نجاح العملية من فشلها اكتشف الأطباء بان الضحية قد فقدت البصر نهائيا نتيجة إصابتها بالمفرقعات وهو الأمر الذي أكده الطبيب الشرعي من خلال الشهادة الطبية التي منحها للضحية مدتها 35 يوما.وفور ذلك تقدمت الضحية رفقة وليها أمام مصالح الدرك الوطني المختصة إقليميا بشكوى ضد المتهم (ب.ز.خ.د) الذي تسبب في فقدان بصرها هذا الأخير نفى جملة وتفصيلا أن يكون هو من أصابها مصرحا ان يوم الوقائع كان فعلا يلعب بالمفرقعات لكن ليس لوحده بل مع مجموعة من أصدقائه متسائلا عن دوافع اتهامه من قبل الضحية واستبعاد بقية أصدقائه مصرحا في ذات الوقت حتى اذا كان هو فانه لم يكن يقصد إصابتها محاولا التملص من الجريمة بالرغم من تصريحات الضحية التي أكدت التعرف عليه وهي نفس تصريحات الضحية والمتهم يوم المحاكمة وبعد غلق باب الاستجواب والمرافعات التي المس من خلالها ممثل الحق العام تسليط عقوبة 6 سنوات سجنا نافذا في حق المتهم من جهته دفاع المتهم رافع مطولا مركزا على غياب الدليل المادي الذي من اجله اصبح موكله متابع بجرم احداث عاهة مستديمة لعين الضحية ملتمسا تبرئة ساحته واحتياطيا افادته بكامل ظروف التخفيف هيئة المحكمة وبعد انسحابها الى غرفة المشورة والتداول في القضية خرجت بحكم يقضي بعقوبة سنتين حبسا نافذا في حق المتهم مع الزامة بدفع تعويض مادي ومعنوي للضحية قدره 110 مليون سنتيم. أحمد برهان