يعيش سكان حي «900 مسكن« بالبوني وسط المياه القذرة وذلك منذ أكثر من شهر دون تدخل الجهات المختصة لحل المشكلة. حيث يواجه سكان المنطقة المذكورة وضع بيئي كارثي، فالبالوعات على مدى أكثر من شهر أصبحت تخرج مخلفات الإنسان التي أصبحت منتشرة في كامل الحي، وهذا ما أدى إلى انتشار روائح كريهة لا تطاق، خصوصا في شهر رمضان. بالإضافة إلى البعوض الذي غزى البيوت بأعداد هائلة. وأكثر ما يخيف السكان هو تلك الفئران بمختلف أحجامها التي أصبحت رؤيتها شيء عادي، حتى بالنسبة للأطفال الذين ليس لهم مكان للعب فيه سوى أمام تلك البرك القذرة. وازداد خوف العائلات على أبنائهم بعد اكتشاف قبل يومين أفعى طولها أكثر من متر وسط تلك المياه القذرة وهو ما أثار ذعر ودهشة الجميع، عن ما يمكن أن تخيف تلك البرك من أضرار يمكن أن تحدث كارثة. وآخر تطورات الوضع كانت بصعود مياه الصرف الصحي إلى بيوت السكان ممن يقطنون في الأدوار الأولى للعمارات، وهو ما ينبأ بتطور الوضع في الأيام المقبلة وسط عدم اكتراث الجهات المسؤولة عن إصلاح هذا الوضع. فقد اتصل المواطنون بشركة تطهير وتسيير المياه بولايتي عنابة والطارف «سياتا» إلا أن هذه الأخيرة نفت مسؤولياتها عن إصلاح مثل هذه الأمور، وألقت بالمسؤولية على ديوان الترقية والتسيير العقاري «OPGI«، لكن المواطنين باتصالهم بهذه الجهة نفت لهم أن يكون إصلاح البالوعات من صلاحياتها، وقالوا لهم إنها من مهام «سياتا». ووسط هذا الوضع البيئي الكارثي يبقى المواطن هو الضحية لمثل هذه الممارسات البيروقراطية التي ستترك سكان الحي يصومون رمضان وسط الروائح الكريهة والفئران والبعوض، إلى أن يجد المواطنون من يسمع لهم ويعيد لهم حيهم إلى وضعه الطبيعي هري وليد .