وللتحكم في الوضع الأمني وخوفا من الفوضى وزعت وحدات من الأمن بالزيين الرسمي و المدني عبر مختلف أرجاء المدينة وشوارعها الرئيسية و على محيط سوق الرتاج أين كان ينشط أكثر من 150 شاب يعرضون مختلف السلع وقاموا بتقسيم الأرضية ورسم حدود مربعات مع وضع أوتاد للطاولات المستعملة، كما توقفت بعض الشاحنات وقام أصحابها بعرض الخضر والفواكه، حيث تفاجأوا بالانتشار الأمني المكثف بالمكان منذ الصباح الباكر قبل أن يتم إطلاعهم بأن البلدية تنوي تطهير السوق وان قرار الإزالة نهائي و لا رجعة فيه، الأمر الذي اغضب الكثير من التجار الذين اتهموا السلطات بتحويل مشروع السوق الجواري الذي كان موجها لهم إلى مشروع خاص تحول إلى قطب تجاري بينما ظل الكثير من البطالين يمارسون التجارة بشكل غير قانوني ويحتلون الأرصفة والطرقات، واعترف ممثلون عنهم أنهم ضد تواجدهم بالشارع منتقدين تعاطي البلدية مع الملف وتأخر التكفل بهم لكن رجال الشرطة تمكنوا من إقناعهم بضرورة التعقل و انتظار التسوية والبديل، بينما عبر سكان الأحياء المعنية بالظاهرة عن تذمرهم من حالة الازدحام و من الانتشار الكبير للقاذورات التي يخلفها الباعة يوميا مما عقد مشكل النظافة الذي يشكل نقطة سوداء بالمدينة للتذكير فإن المدينةالجديدة علي منجلي تحولت إلى سوق مفتوحة للتجارة الفوضوية بتزايد عدد الممارسين لهذا النشاط في نقاط مختلفة استغلالا للحركية الكبيرة التي تشهدها المدينة، الظاهرة التي اعتقدت السلطات أنها تخلصت من أهم بؤرها بإخلاء شارع فرنسا وسط مدينة قسنطينة انتقلت وبمعالم مشابهة للمدينة الجديدة علي منجلي أين توسعت الدائرة من مجرد عدد محدود للباعة بمحيط سوق الرتاج مشكلة حالة من الفوضى مشابهة لما عرفته مدينة قسنطينة في بداية التسعينيات، ويرجع الباعة سبب تنقلهم إلى محيط هذه السوق الخاصة لقرار إزالة سوق علي منجلي دون تقديم البديل، حيث أكد بعض التجار ممن تحدثنا إليهم أنه كان بالإمكان التحكم في الأمر بمعرفة عدد الباعة الفعليين وخلق فضاء بديل بدل تركهم يحتلون الأرصفة والطرقات ليلتحق بهم آخرون، والغريب أن السوق الموازية تحولت إلى جزء من يوميات سكان المدينة وحتى زوارها ووجهة مفضلة للكثيرين رغم أن السلع معروضة بشكل عشوائي وتزاحم السيارات لتحد بذلك من حركة المارة متسببة في حالة من الازدحام تزداد حدة من يوم لأخر خاصة بعد إخلاء وسط مدينة قسنطينة من حوالي 600 بائع فوضوي. وأكد مصدر مسؤول من بلدية الخروب لآخر ساعة أنه تم تدارس إمكانية فتح أسواق جديدة بالمدينة لاحتواء التجارة الفوضوية وأن لجنة خاصة تقوم حاليا بمعاينة بعض المواقع لتحويل هؤلاء الشباب إليها والتحكم في الظاهرة التي لن تختفي تماما بإزالة السوق . جمال بوعكاز