أحدثت الندرة الحادة لمادة الأدرينالين في مختلف المؤسسات والمستشفيات العمومية أزمة صحية خطيرة أرهنت حالة الآلاف من المرضى، حيث تعيش غرف العمليات شللا تاما وتأجلت على إثرها جل العمليات الجراحية التي تستدعي استعمال هذه المادة الضرورية لإنعاش المرضى. وذكرت مصادر ‘'آخر ساعة'' أن المستشفى الجامعي ابن رشد يحتوي على 6 كبسولات أدرينالين فقط أغلبها بمصلحة الإنعاش تستعمل في الحالة الخطيرة وبعد فقدان المرضى وعيهم نهائيا، وذكرت نفس المصادر أن بعض المصالح وبمختلف ولايات الوطن تبنت منهج المحسوبية وال''المعريفة'' لتوفير هذه المادة وتقديمها للمرضى أو استغلالها لخضوعهم لعملية جراحية. وجه مديرو المؤسسات الاستشفائية الجامعية مراسلات عاجلة إلى مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، على خلفية الانقطاع في التزود بمادة الأدرينالين الأساسية، وذكر المسؤولون في هذا الشأن، أن مصالحهم لجأت إلى استخدام المخزون الاحتياطي لها، للحالات الطارئة التي يتم استقبالها، والندرة الحادة تسببت في شلل أقسام الجراحة وتأجيل جل العمليات كون الأدرينالين تستعمل في إنعاش المرضى، ورفع ضغط الدم، كما تستغل في إنقاذ المرضى الذين أصيبوا بسكتة قلبية داخل أو خارج قاعات العمليات لتحفيز القلب على العمل من جديد. وحمل بعض الأطباء الذين اتصلوا ب''آخر ساعة'' للاستغاثة بوزارة الصحة مسؤولية ندرة الأدرينالين وكشفوا أن المشكل لا يكمن في عملية التوزيع كما أكده الوزير ولد عباس الذي قال أن المادة متوفرة في الصيدلية المركزية، والسبب يعود إلى مشكل في التوزيع، حيث شدد الأطباء أن المسألة أخذت زمنا طويلا لحلها وباتت أزمة خطيرة تتخبط فيها مختلف المؤسسات الصحية والاستشفائية، وكشفوا أنه لم يتم توزيع ولا كبسولة واحدة على المستشفيات منذ أشهر. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة حددت اجراءت استثنائية في حالات مثل الأزمة التي تشهدها حاليا المستشفيات وتم التوقيع على تعليمة مشتركة بين وزارة الصحة ووزارة المالية، مفادها تقليص المدة المخصصة لاستيراد الأدوية ذات الطابع الإستعجالي إلى يوم واحد، بعد أن كانت تستغرق أسبوعا كاملا، وتشمل التعليمة على إجراءات تفضيلية جديدة تسمح باستيراد الأدوية الحيوية التي يشكل انعدامها خطرا على حياة المريض. طالب فيصل