أقدم مساء أول أمس في حدود الساعة السابعة وخمس دقائق الشاب«ب،ع» في العقد الرابع من العمر على الانتحار شنقا بداخل منزله الكائن بحي 1200 مسكن برج «س» بالخروب ولاية قسنطينة باستعمال حبل، هذا ونقل الضحية من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن باديس.ورغم أن التحقيقات ما زالت جارية حول ملابسات الحادث، فإن آخر ساعة زارت أهل الضحية بالمنزل إن صح التعبير لأن المكان يليق لكل شيء إلا للسكن، فهو عبارة عن جدران في شقة تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الكريمة، ناهيك عن الفقر الشديد الذي تعاني منه العائلة المتكونة من أربعة أفراد، خاصة بعد وفاة الأبوين، ناصر أحد إخوة الضحية وهو موقف عن العمل يروي لنا تفاصيل الحادثة بكل تحسر والدموع تملأ عينيه لأنه يروي مأساة شقيقه الذي أكد لنا بأنه استغل وجوده على انفراد بالمنزل فقام بشرب حمض الأسيد قبل أن يصعد فوق الكرسي ويربط عنقه بحبل كان معلقا بأنابيب نقل الغاز التي تمر على المدخل الرئيسي للشقة وبعدها قام بالانتحار، كما أرجع الدوافع الرئيسية التي أدت إنتحار عصام إلى البطالة والجوع والحرمان، من جهة أخرى أكد الأخ الأصغر للضحية بأن أخاه أصبح يعاني من اضطرابات عصبية في الأيام الأخيرة لنفس الأسباب السالفة الذكر مضيفا بأن عملية انتحاره تعتبر الثالثة بعد قيامه بمحاولتين في وقت سابق.ومن جهة أخرى، أعرب جيران الضحية من سكان البرج عن استنكارهم الشديد للحالة الكارثية التي تعيشها العائلة والتي أدت إلى انتحار الشاب كرد فعل على الفقر والظلم و الحرمان على حد قولهم، ودعت العائلات المجاورة لبيت الضحية المسؤولين إلى ضرورة احترام مشاعر أسرته المفجوعة، والتحلي بالقيم السامية للشعب الجزائري في مثل هذه المناسبات متمنيين في آن واحد أن تقوم السلطات المحلية بإنصاف عائلة الضحية بإيجاد حل للبطالة والتهميش اللتين تعاني منهما. جمال بوعكاز