توجه 208 ألف و128 عنابيا نحو صناديق الاقتراع، واختاروا بأغلبية ساحقة قائمة حزب جبهة التحرير الوطني، حيث عبر طوفان الأفلان وفاز ب4 مقاعد من ضمن 8، بنسبة تعدت ال51 بالمائة من الأصوات المعبر عنها. وكانت المفاجأة كبيرة في الساعات الأولى من الفرز، بعد أن اتضح أن الحزب العتيد الذي عانى خلال الحملة الانتخابية من فضيحة تورط فيها احد المترشحين، تحصل على اغلبية الأصوات بجل مكاتب الاقتراع وبفارق عريض جدا عن باقي المنافسين السياسيين، فمثلا وردت ل»اخر ساعة» أولى الأرقام من مكتب ببلدية سرايدي، أين تحصل الأفلان على 175 صوتا وجاء حزب العمال منافسه في المرتبة الثانية ب8 أصوات فقط، ما دل حسب هذه الاحصائيات الأولية ان الجبهة سلبت جل مقاعد البرلمان بعنابة، وبمرور عقارب الساعة والى غاية الساعة الثانية زوالا، بدأت تأتينا معلومات عن تسجيل أرقام قياسية بمختلف المراكز لصالح الحزب الذي يقوده محليا المحافظ محمد صالح زيتوني، ليتبين في حدود الخامسة مساءا أن الحزب العتيد فاز فعلا بالأغلبية الساحقة. وحسب النتائج الرسمية التي تحصلت عليها «اخر ساعة» فان 4 مقاعد كاملة ذهبت للحزب العتيد وذلك يعني أن رأس القائمة محمد شريف براهمية، الذي اختاره المحافظ لدخول هذه الاستحقاقات المصيرية فاز وجر معه 3 مترشحين اخرين لدخول أروقة المجلس الشعبي الوطني، علما أن النائب العنابي الجديد من بين المناضلين القدامى وأحد اطارات مديرية التربية ورئيس دائرة سابق، وله كل الخبرات اللازمة لأداء بجدية مهامه التشريعية الجديدة، أما فيما يخص العنصر النسوي الممثل للحزب العتيد فقد فازت استاذة بيولوجيا بجامعة باجي مختار التي كانت في المرتبة الثالثة ويتعلق الأمر بالأستاذة عمارة سعاد. وكالعادة في الاستحقاقات التشريعية بعنابة تحصل الحزب الجديد الذي أسسه الزعيم السياسي عبد الله جاب الله، بمقعد واحد حيث فاز الأستاذ حماني محمد الصغير عن جبهة العدالة والتنمية، ليدخل البرلمان لتمثيل هذه التشكيلة السياسية التي كسبت فعلا قاعدة انتخابية بعنابة، ودائما وأبدا يصوت العنابيون أيضا على حزب العمال الذي أبقى على مقعده في المجلس الشعبي بفوز رأس القائمة بن جدو نادية التي ستمثل ايضا العنصر النسوي في الكوطة الممنوحة لهن في المجلس، وبذلك تمنح مقعدا للرقم الرابع بحزب الأفلان فيما فاز أيضا حزب التجمع الوطني الديمقراطي بمقعد واحد وفي اخر لحظة، بعد أن سجل نتائج سلبية مع صدور الأرقام الأولى لنتائج الفرز، حيث وبفضل سكان بلدية الشرفة وبلدية عين الباردة الذين صوتوا بقوة لحزب الوزير الاول احمد اويحي، فاز رأس القائمة أمير محمد بمقعد برلماني مرة أخرى لكن بالمجلس الشعبي الوطني هذه المرة، بعد أن مارس مهام التشريع بمجلس الأمة سنة 2002 . ورغم أنف الجميع تمكن مرشح الجبهة الوطنية الديمقراطية من سلب مقعد برلماني في هذه الاستحقاقات، بعد الحملة الانتخابية «الكرنافالية» التي شهدتها المدينة منذ ال15 أفريل المنصرم، وبذلك سيمثل بهاء الدين طليبة سكان عنابة في السلطة التشريعية، ليحصل مرة أخرى من يوصفون بأصحاب «الشكارة» الممثلين في هذه الاستحقاقات بهذا المترشح على الحصانة البرلمانية لل5 سنوات القادمة.