قادت وجبة السحور،عناصر الفرقة الجنائية لأمن عنابة ،إلى فك لغز جريمة ذبح الحارس الليلي لمؤسسة “رايلان" للأجهزة الكهرومنزلية بواسطة شاقور ،كما أوصلتهم إلى توقيف ثلاثة جناة بينهم حارس ساعات النهار..فيما لا يزال احدهما في حالة فرار والتحريات جارية للإيقاع به . تفاصيل الجريمة التي راح ضحيتها اب لطفلين والتي تطرقت اليها “اخر ساعة” في عدد يوم الخميس دون ذكر تفاصيلها المدققة ،وقعت استنادا الى ما نقلته مصادر متطابقة ،في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء الى الاربعاء ،واكتشفت في حدود الساعة العاشرة صباحا ،عندما التحق رئيس شركة “رايلان” لإنتاج وبيع الاجهزة الكهرومنزلية ،المتواجد مقرها بمحاذاة محطة “سيدي براهيم” لنقل المسافرين الخاصة بسيارات الأجرة للنقل الجماعي ما بين الولايات ،بمنصب عمله ، عثر على الحارس الليلي المسمى “ك.طارق “ البالغ من العمر 37 سنة ،جثة هامدة وسط بركة من الدماء ،مما استدعى ابلاغ المصالح الامنية المختصة للتدخل لأجل ضحية قتلت في ظروف غامضة ..على جناح السرعة تنقلت عناصر الشرطة الى مسرح الجريمة بناء على ما وردها من معلومات مسبقة اين اكتشفت بان الحارس قد تعرض لجريمة قتل بشعة على يد مجهولين بواسطة اداة حادة ، وعليه قامت بإخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابةاقليم الاختصاص ،وبحضوره اتخذت كامل الاجراءات الامنية والقانونية اللازمتين ومنه تم تحويل جثة الضحية من قبل وحدات الحماية المدنية الى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد الجامعي ومنه الى مصلحة الطب الشرعي بغية اخضاعها لعملية التشريح للتأكد من اسباب الوفاة ... و ذكرت المصادر التي اوردتنا الخبر بان الضحية قد تلقى على يد الجناة ضربات متتالية يفوق عددها سبعة ضربات على مستوى الجهتين اليمنى واليسرى للرقبة وكذا على مستوى العنق بواسطة شاقور في محاولة لقطع رأسه كما تلقى طعنات متتالية على مستوى الصدر ..كل ذلك بهدف التخلص منه للاستيلاء على خزينة الشركة ، من جهتها باشرت مصالح الفرقة الجنائية بمديرية الامن الولائي تحقيقات مدققة والتي افضت الى فك لغز الجريمة بعد نقل جثة الضحية طارق القاطن بحي بوزعرورة التابع اداريا لبدلية البوني ، الى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد الجامعي ، باشرت عناصر الفرقة الجنائية بمديرية امن ولاية عنابة تحقيقات مدققة في القضية ، حيث كانت وجبة السحور المتواجدة بمسرح الجريمة بمثابة الخيط الاول لإزاحة النقاب عنها ..اذ بينت التحريات الاولية بان عون الحراسة العامل خلال ساعات النهار والقاطن بنفس الحي الذي ينحدر منه الضحية هو من احضر له الوجبة وعليه تم استدعائه للتحقيق حيث صرح بأنه هو من احضر السحور للضحية ،وانه تركه رفقة شاب ينحدر من حي العلمةبعنابة وخرج من المؤسسة قبل وقوع الجريمة ..واستكمالا للتحقيقات وسعت عناصر الشرطة دائرة التحريات ، اذ افضت الاولية منها للتوصل الى ان الجناة قاموا بوضع مخدر للحارس لتنويمه قصد سرقة خزينة المؤسسة وبعدها قاموا بذبحه من الوريد الى الوريد بأبشع الطرق بواسطة شاقور ، وتركوه يتخبط وسط بركة من الدماء ثم استولوا على خزينة الشركة بها مبلغ مالي ،جهات قدرت قيمته بأزيد من 200 مليون في حين اخرى اكدت بان القيمة المالية التي سرقت تمثل عائدات ثلاثة ايام ، ثم لاذوا بالفرار وعليه قامت العناصر المحققة بتوقيف حارس ساعات النهار صبيحة يوم الخميس، هذا الاخير الذي كشف عن هوية الشاب الذي كان رفقة الضحية عندما احضر له وجبة السحور ، حيث تمت مداهمة منزله وتوقيفه ، الاخير نفى ارتكابه الجرم وكشف عن هوية شخص ثالث ينحدر من نفس حيه ،حيث القي القبض عليه عشية نفس اليوم ،خلال مجريات التحقيق صرح بان مرتكب الجريمة شخص رابع يقطن بواد النيل وعليه تنقلت العناصر ذاتها الى منزله بناء على ما افاد به الموقوفين غير انها لم تعثر عليه حيث لاذ بالفرار نحو وجهة مجهولة بعد وروده معلومات تفيد اسقاط شركائه الثلاثة والذين اطيح بأحدهما حذائه وقميصه ملطخان بدم الضحية...وفي انتظار تقديم الموقوفون امام وكيل الجمهورية اقليم الاختصاص لمواجهة التهمة المنسوبة اليهم والمتعلقة بالقتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد يمكن الاشارة الى ان اللصوص لم يستولوا على اية اجهزة ..حيث استهدف الموقوفين الخزينة وقاموا بذبح الحارس ولاذوا بالفرار دون المساس بالأجهزة..كما يمكن الاشارة الى ان فرضية تخذير الضحية قبل الاجهاز عليه قائمة الى حد إثباتها او نفيها من خلال نتائج التحاليل الطبية المنتظرة بحر الاسبوع الجاري وان كانت جهات قد اكدت بان القتيل تم تخديره وذلك لعدم مقاومته اللصوص ،حيث تلقى الراحل عدة ضربات بواسطة شاقور على مستوى الرقبة والصدر عندما كان ممددا فوق فراشه والمتمثل في علب اجهزة تبريد من الحجم الكبير مغطاة بغطاء اضافة الى وسادة ،وذلك دون مقاومة ،كما ان الاجهزة التي كانت بمسرح الحادثة لم تلمس ولم يتغير مكانها بل بقي كل شي على حاله وكان الامور عادية والجريمة لم ترتكب... تم ظهر يوم الخميس بمقبرة بوزعرورة ببلدية البوني تشييع جثمان الضحية “طارق “ ، الذي قتل غدرا على يد اربعة لصوص داخل مؤسسة “رايلان” للأجهزة الكهرومنزلية ، في جو جنائزي مهيب وحضور غفير.. وقد أقيمت الصلاة على روحه بمسجد الهجرة بحضور عدد كبير من عناصر الشرطة من زملاء أخيه الشرطي وكذا رفقائه وجيرانه ..واعتبر امام مسجد الهجرة الشيخ ساليم الضحية شهيدا لكونه قتل اثناء تأدية مهامه التي يكسب بها قوت عياله ..يذكر ان جثة الضحية قد اخضعت لعملية التشريح من طرف الطبيب الشرعي بمستشفى ابن رشد الجامعي عشية نفس اليوم الذي اكتشفت فيه الجريمة ، والذي اقر بان وفاته كانت نتيجة اصابته بجروح عميقة على مستوى الرقبة بأداة حادة.