رغم التعليمات الصارمة لوزارة الصحة واصلاح المستشفيات على ان عملية الختان لا يمكن أن يمارسها سوى طبيب جراح داخل قاعات الجراحة للمرافق الصحية العمومية أو الخاصة تستوفي كل الشروط اللازمة الخاصة بالاجراءات التي تدخل في اطار الحفاظ على سلامة وصحة الاطفال سواء تعلق الامر بالعملية الفردية أو في اطار حملة جماعية الا ان العديد من العائلات لا زالت تخاطر بمستقبل ابنائها عبر اخضاعهم لهذه العمليات على ايدي غير المختصين على غرار الأطباء العامين و العاملين بالقطاع شبه الطبي الذين يفتقرون للخبرة و الكفاءة لإجراء هذا النوع من التدخلات الجراحية بالإضافة الى الظروف الصحية السيئة التي تتم فيها اغلب العمليات على ايدي هؤلاء. الامر الذي تسبب في إنعكاسات سلبية وصلت حد فقدان الأطفال لأعضائهم التناسلية في عمليات ختان فاشلة تحطم مستقبلهم كما حدث بولاية قسنطينة سنة 2005 عندما بتر العضو التناسلي لطفلين وبلوغ الحالة الصحية ل 9 اطفال آخرين مستويات جد خطيرة بسبب خطأ طبي الذي تم ارتكابه أثناء عملية ختان جماعي من طرف أطباء مبتدئين و لعل اكبر دليل على جهل المواطنين مخاطر الاقبال على غير المختصين هو آلاف عمليات تصحيح أخطاء الختان الفاشل بمصالح طب وجراحة الأطفال في المستشفيات و بالرغم من ان هذه العائلات تبرر ذلك بهروبها من بيروقراطية الحصول على موعد لدى مختص نظرا للعدد الهائل من العائلات التي تقبل على ختان اطفالها خلال ذات الفترة فعلى الرغم من تجنيد السلطات للآلاف من الأطباء المختصين لإنجاح العملية إلا أن المستشفيات تعيش بداية من الاسبوع الثالث من شهر رمضان حالة استنفار بسبب الإقبال الكبير للعائلات امام نقص المختصين الذين استفاد عدد كبير منهم من عطلته السنوية مع هذا الوقت و تفضيل جل العائلات ختان الأطفال في شهر رمضان خصوصا في العشر الأواخر وليلة القدر ما يحول المستشفيات الى سوق يعج بصراخ الأطفال وفوضى العائلات المرافقة لهم فينعكس كل ذلك على عمل الجراحين وأطباء التخذير الذين يفقون تركيزهم سيما ان العملية تحتاج إلى تحضير نفسي للطفل من جهة أخرى فان الحرارة غير العادية التي تعرفها اغلب مناطق الوطن هذه الايام و بإمكانها ان تخلق انعكاسات سلبية على صحة الطفل في حين يتحمل الطبيب وحيدا المسؤولية .