تركز الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل ينم عن رغبة «القاعدة الأم« التي يقودها الظواهري، بعد مقتل بن لادن ، وبعد 11 سنة عن أحداث 11 سبتمبر 2001، ينم عن محاولة لأستعادة التنظيم عذريته لمفقودة باتخاذ صحراء الساحل ملاذا له. شكلت الضربتان الأمنيتان اللتان لحقت بالقاعدة، في غضون ال25 يوم الماضيين أهم إنجاز أمني ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الأولى باعتقال الضا بط الشرعي للتنظيم أبو إسحاق السوفي في غرداية و الثانية بعد مقتل نبيل أبو علقمة في غاو بمالي أ مس الأول. وفي سياق مماثل، يقر مجلس الأمن الدولي بمخاوف سبق أن أعلنت عنها الجزائر، من نتائج أمنية وخيمة تتواترعن الأزمة الليبية، لذلك يدعوا إلى ضرورة تعاون «وثيق« بين مجموع بلدان المغرب العربي والساحل للتصدي إلى التحديات التي تواجه المنطقة ، بينما لم يخف قلقه حيال الوضع في منطقة الساحل. وكانت الجزائر في 2010، الأكثر خوضا في القضايا الأمنية المتصلة بمكافحة الإرهاب، دوليا، من خلال ضغطها على المجموعة الدولية، من أجل قبول مقترحها تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، بعد سلسلة الاختطافات التي طالت الرعايا الأجانب بمنطقة الساحل، وجنت الجماعات الإرهابية نحو 150 مليون دولار من أعمال الاختطاف، كما يشدد مستشار الرئيس بوتفليقة المكلف بقضايا حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، كمال رزاق بارة، بينما نجحت الجزائر، في إفتكاك مصادقة وزراء الداخلية العرب، على وثيقة تجريم الفدية، علاوة عن إعلان بريطانيا وواشنطن مساندتها الكاملة لموقف الجزائر من قضية الفدية. ولم تكن هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدةالأمريكية إيذانا من ‘'القاعدة‘' بنهاية عملياتها ضد محور ‘'الدول الصليبية‘'، لكنه كان بداية لتجسيد مخطط ‘'الجهاد العالمي‘'، وعلى مدار السنوات ال11 الماضية ترك أتباع بن لادن بصماتهم في أكثر من عاصمة أوربية وآسيوية وخليجية وفي شمال إفريقيا، وفقط إسرائيل لم تشهد أي عملية منسوبة للتنظيم. فتحت التفجيرات التي نفذتها ‘'القاعدة‘' على الأراضي الأمريكية في 2001، شهية أتباع أسامة بن لادن في تجسيد فكرة ‘'الجهاد العالمي‘' التي تأسس عليها فكر التنظيم، كما مكنت التفجيرات التنظيم من كسب أتباع جدد كانوا قبل 11 سبتمبر غير متحمسين للتبعية لبن لادن، ولم تكد تمر سنة واحدة على مخطط ‘'الطائرات‘' ضد أمريكا، حتى اهتزت بالي في اندونيسيا، في اعتداء بسيارة مفخخة على مرقص خلف 202 قتيل، بينهم عدد كبير من السياح الأجانب. ويسلم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بخطورة الوضع في منطقة الساحل و المغرب العربي، وقرأت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، على أن الهيئة الأممية سيكون لها دور في مكافحة الإرهاب بالمنطقة، بعد أن رفضت دول الساحل على رأسها الجزائر أي شكل من إشكال التدخل الأجنبي بذريعة محاربة الإرهاب، مع تولي الدول المعنية، ذاتها، مهمة ملاحقة عناصر القاعدة، غير أن «تأثير« دول أوروبية على غرار فرنسا وقبلها إسبانيا اللتان اكتوتا من اختطاف رعاياها، دفع إلى استعمال مظلة الأممالمتحدة من اجل أن يكون لها دور بالمنطقة، في وقت لم تمتنع فيه باريس فتح باب المفاوضات مع المختطفين من اجل الإفراج عنهم.