يعرض فيلم «القوسطو» (الشعور المريح) للمخرجة الجزائرية صافيناز بوصبيعة في الفاتح من أكتوبر المقبل بالعاصمة مدريد في إطار»نافذة مفتوحة» تقيمها «كازا أراب» (البيت العربي) بهدف التعريف ب «تعددية الإنتاج الموسيقي في الدول العربية والإسلامية» حسبما جاء في الموقع الإلكتروني للبيت. وستسمح هذه التظاهرة الثقافية -التي تنظم من 17 سبتمبر إلى 29 نوفمبرالمقبل- للناس ب «التعرف على الموسيقى الشعبية الجزائرية التي من خلالها انتشر الثراء التاريخي والثقافي للجزائر» حسب المنظمين وأيضا أنواع موسيقية أخرى تعكس ثقافات إيران وفلسطين والعراق وسوريا والمغرب وغيرها. ويتطرق فيلم «القوسطو»(2011) على مدى ساعة و28 دقيقة إلى التلاقي -بعد طول غياب دام 40 سنة- بين موسيقيين من الجزائرالعاصمة يهودا ومسلمين. وبداية هذا اللقاء الفريد في مارسيليا بين هؤلاء الفنانين الذين فرقتهم ظروف الحياة كانت من دكان محمد الفركيوي في قلب حي القصبة العتيق. و من خلال قصة هذا الشخص الذي كان يرأس الجوق في الخمسينيات من القرن الماضي تولدت لدى المخرجة الجزائرية صافيناز بوصبيعة فكرة جمع هؤلاء الموسيقيين مرة اخرى حيث ان معظمهم كانوا تلاميذ لعميد الاغنية الشعبية الشيخ محمد العنقاء. و في قلب القصبة التي يتغنى كل جزء من جنباتها بالشعبي -حسب رأي الفنان مصطفى تهمي- بدأت المخرجة الشابة لقاءها بأعمدة هذا النوع الغنائي الذي ظهر في أواسط العشرينيات من القرن الماضي في قلب قصبة الجزائرالعاصمة. و قد ساعد كل من الشيخ احمد برناوي والهادي العنقاء وعبد المجيد مسكود و مصطفى تهمي منتجي الفيلم في الجزء المصور في الجزائر. واما في باريس ومرسيليا فإن الشهادات الحميمية لكل من روبار كاستال ولوك شرقي و موريس المديوني وروني بيراز قد «مهدت الطريق» لصافيناز التي قررت الالتقاء بقدماء تلاميذ فن الشعبي الذي اوجده العنقاء بعد ان فرقتهم الايام. و قد تولد عن لقاء الفنانين فيلم «القوسطو» الذي يعد جوقا من 42 موسيقيا تم جمعهم في 2006 على خشبة المسرح الوطني الجزائري بعد نصف قرن من الفراق وذلك من اجل معايشة اجواء موسيقى الشعبي الأصيلة. وللإشارة سيتم على هامش هذه التظاهرة عرض عدة أفلام على غرار «لا أحد يعلم عن القطط الفارسية» (2009) للمخرج الإيراني بهرام غوبادي و«السمفونية المغربية» (2006) لكمال كمال من المغرب و»الراب العربي» (2011) لرشيد بن صديق من كندا. «كازا اراب» مؤسسة إسبانية انشئت في جويلية 2006 من قبل كل من وزارة الشؤون الخارجية ووكالة التعاون الدولي للإنماء الإسبانيتين وحكومتي مقاطعتي مدريد والأندلس وبلديتي مدريد وقرطبة وهي تهدف أساسا لتقوية علاقات إسبانيا مع الدول العربية والإسلامية وتوطيدها في مختلف المجالات.