يعيش أطباء وممرضو المستشفى الجامعي بن باديس على غرار مراكز استشفائية أخرى على غرار مستشفى « الدكتور بن شاريف» بالمدينة الجديدة علي منجلي خلال الايام الاخيرة؛ حالات رعب بسبب غياب الامن داخلها مما جعلهم عرضة لهجومات أشخاص غرباء يحملون معهم في مجمل الأحيان أسلحة بيضاء. فحسب تصريحات مصادر مقربة، فان المستشفيات غالبا ما تستقبل حالات مرضية خطيرة يتصف بعضها بالعدوانية الشديدة ناهيك عن حملها أسلحة بيضاء وأدوات حادة تستعملها للضغط على موظفي المستشفى لتمكينهم من الدواء المطلوب حيث يطالبونهم كذلك بملء وصفات طبية تتضمن أسماء أدوية تصنف في خانة «الأقراص المهلوسة» ، ومنها بالخصوص «الغاليون، الأراتون و الريفوتريل...» كما أضافت المصادر أن تجار الأقراص المهلوسة يستغلون بعض المرضى في الضغط على الطبيب وتهديده في سلامته ليمنحهم ضمن الوصفة الطبية أقراصا مهلوسة ممنوعة. المصادر نفسها أشارت إلى أن هذه المواد تقتنى في الصيدليات بناء على هذه الوصفات، ويرجح أن تكون وجهتها بعد ذلك الأسواق السوداء في الأحياء الشعبية حيث تباع للاستهلاك كمواد مخدرة عالية القوة. وطبقا لدات المصادر ، فإن مستشفى بن باديس يستقبل يوميا ما يقرب من 120 مريضا، ويضطر أطباء قليلون إلى التناوب في استقبال هؤلاء المرضى في غياب بنيات تحتية مناسبة للاستقبال. وفي السياق ذاته، ذكرت المصادر أن الوضع الصحي بالجهة عرف تدهورا كبيرا و إهمالا واسعا من طرف المسؤولين مما يضر بمصلحة المواطنين وحرمانهم من حقهم الطبيعي في التطبيب وتلقي العلاج. كما أقرت بأن الوضع الأكثر خطورة في قطاع الصحة هو مشكل الانهيارات الذي بات يهدد أجزاء من هذه البناية بسبب التصدعات الكبيرة والشقوق الواقعة على مستوى الأسقف والجدران، مما بات يهدد صحة وسلامة الأطقم الطبية والمرضى ومرافقيهم خاصة في فترة الشتاء. و من جهة موازية قال اطباء إن افتقار المستشفيات إلى أبسط الوسائل الضرورية من غياب عناصر الأمن الخاص و بعض المعدات يشكل خطرا كبيرا على العاملين بالمستشفى والمرضى على حد سواء. من جهة أخرى، أوضحت مصادر طبية بأن الشرطة القضائية باشرت، في الآونة الأخيرة، تحقيقات في هذا الملف الشائك خاصة الاشخاص الذين يستغلون ظروف المرضى عقليا « المجانين» للحصول على الادوية المتمثلة في المهلوسات لاغراق السوق بها.