كشفت مصادر مؤكدة لآخر ساعة، أن عناصر فرقة الدرك الوطني لبلدية الدهوارة بإقليم كتيبة بوشقوف بولاية قالمة، تمكنوا ليلة أول أمس السبت من توقيف ثلاثة أشخاص يوجد من بينهم شقيقان وابن عمهما، تتراوح أعمارهم بين 23 سنة و41 سنة، وينحدرون من ولاية خنشلة، واقتيادهم إلى مقر الفرقة أين لازالوا محل تحري وتحقيق من طرف رجال الدرك بعد أن عثروا بحوزتهم على كمية معتبرة من التحف الأثرية النادرة وكذا عددا من الميداليات الأولمبية و ميداليات خاصة بألعاب البحر الأبيض المتوسط. وقد تمت عملية توقيف المشتبه فيهم على مستوى الحاجز الأمني للدرك بمدخل مدينة بوشقوف وتحديدا عند مشتة الصليعة على مستوى الطريق الوطني رقم 20 في جزئه الرابط بين مدينتي قالمة وبوشقوف، بعد تلقيها لمعلومات مؤكدة بشأن وجود بعض الآثار على متن سيارة من نوع رونو لوقان، وبعد توقيف السيارة المشتبه فيها والتي كانت قادمة من ناحية مدينة قالمة ومتوجهة نحو ولاية سوق أهراس، وأثناء تفتيشها عثر رجال الدرك بداخلها على ثلاثة تماثيل من البرونز تعود إلى الحضارة الفينيقية للألفية الثانية قبل الميلاد لمنطقة الجبلية بلبنان، ويعتقد أن أحد المشتبه فيهم يكون قد سرقها من احد المنازل أثناء إقامته في فرنسا لعدة سنوات والتي تم طرده منها مؤخرا بسبب سوابقه في قضايا السرقة، بالإضافة إلى 20 ميدالية كاملة بعضها مصنوع من مادة البرونز والبعض الآخر مصنوع من مادة الفضة خاصة بأحد الأبطال الرياضيين بفرنسا. كما حجز رجال الدرك أيضا خلال نفس العملية، تمثالين آخرين لم يتم تحديد حقيبتهما التاريخية بعد بالإضافة إلى كأس وملعقة مصنوعتين من الفضة الخالصة، وصحن صغير عبارة عن تحفة فنية به فسيفساء ووسطه صورة ملك روماني، كما تم أيضا حجز حجرين معدنيين من مادة النيزك النادرة تزن الأولى 1.4 كلغ والثانية تزن نحو 660 غرام. وفي الوقت الذي لاتزال فيه تحريات وتحقيقات عناصر الدرك الوطني متواصلة مع المشتبه فيهم الذين من المنتظر أن يتم تقديمهم صبيحة اليوم الإثنين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بوشقوف بتهمة الحيازة والمتاجرة بالآثار، لم تستبعد مصادرنا أن تكون هذه القطع الأثرية النادرة كانت موجهٌة إلى إحدى العصابات المختصة في تهريب الآثار نحو الخارج عن طريق تونس.