يعيش مسلمو مدينة بواتييه الفرنسية حالة صدمة بعد إقدام شباب متعصبين ينتمون لمنظمة يمينية متطرفة باعتلاء سطح مسجد في طور الإنجاز، للتعبير عن رفضهم قرار بناء هذا المسجد. و ما قامت به منظمة “جيل هوية” المتطرفة أثار الشكوك في مدى سيطرة الحكومة الفرنسية على المنظمات اليمينية المتطرفة. سيما ان ذلك حدث في أعقاب إشراف وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس قبل أيام، على تدشين أكبر مسجد في فرنسا بمدينة ستراسبورغ، وحضر التدشين ممثلون عن الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحيةواليهودية. واظهرت مقاطع فيديو لبعض زعماء هذه المنظمة المتطرفة المسماة “جيل هوية”، وهم شباب، يقولون إنهم الجيل الجديد لفكرة قديمة.وصور لهؤلاء وهم يتظاهرون فوق بناية المسجد التي كتبت عليها شعارات مناهضة ومعادية للمسلمين.التي تقول إحداها “شارل مارتل قضى على العرب في بواتييه سنة 732”، و«فرنسا للفرنسيين” و«لا للهجرة-استفتاء”.وفي الفيديو نسمع أحد هؤلاء المنتمين لجمعية “جيل هوية” يقول: “إنه ليس مجرد تحرك بسيط، إنه إعلان حرب”.ويقود المجموعة قائد فرقة غناء تؤدي طابع الروك.وسبق لهذه المجموعة الشبابية المتطرفة أن قامت بعدة أعمال انتقامية ضد المسلمين في فرنسا، حيث اعتدى عناصرها على مقاهي مسلمين ومحلات، وعمدوا في إحدى المرات عام 2011 إلى نشر وتوزيع ملصقات في شوارع مدينة “سان مارتان لوفيرو”، ومن المثير أن عناصر المنظمة المتطرفة يقومون بأعمالهم هذه ليلا وفي سياق ردود الفعل ادان رئيس المرصد الفرنسي المناهض لمعاداة الإسلام، الجزائري عبدالله زكري هذه العملية العدائية التي ارتكبها المتطرفون القادمون من كل أنحاء فرنسا لنشر حقدهم ومعاداتهم للإسلام مؤكدا أن مؤسسته تواصل متابعة سير هذه الأحداث باهتمام، وتطلب من السلطات وضع حد لها في أسرع وقت ممكن. وأمام خطورة العمل الذي قامت به منظمة جيل هوية تدرس الحكومة الفرنسية حل هذه المنظمة المتطرفة بعدما وضعت أربعة من قياداتها تحت المراقبة لكن قرار حل المنظمة يواجه انتقادات شديدة من قبل اليمين المتطرف، بقيادة مارين لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية، حيث أعلنت دعمها لنشاط هؤلاء الشباب الرافض لتحول فرنسا إلى بلد مسلم.