وقد عرفت الأزمة المذكورة تطورات متسارعة خلال النصف الثاني من الأسبوع المنقضي من خلال لجوء المئات من الطلبة المضربين الى غلق كل الأجنحة البيداغوجية والمدرجات ومنع زملائهم الذين يتابعون دراستهم في بقية التخصصات الأخرى من اجراء الإمتحانات بكل ماترتب عن ذلك من مناوشات وصراعات وصلت الى حد الصدام الجسدي بين الجناح الداعي الى تصعيد الموقف مع الإدارة وذلك الرافض للمنعرج الذي عرفه هذا الصراع والذي يرى في منع بقية الطلبة من اجراء الإمتحانات بمثابة خطوة غير مقبولة بغض النظر عن أهداف الطلبة المضربين الذي يصرون على حل اشكالية «الماستر» والسماح لهم باكمال دراساتهم العليا على غرار بقية أترابهم عبر جامعات الوطن الأخرى .وأمام تواصل رهان القوة بين طلبة الهندسة وادارة الجامعة التي عجزت عن امتصاص غضب الطلبة وإعادتهم الى المدرجات رغم سيل الإجتماعات والملتقيات التي عقدتها مع هؤلاء فقد وجد المئات من طلبة التخصصات الأخرى أنفسهم مضطرين لمغادرة الجامعة منذ منتصف الأسبوع الماضي والعودة الى منازلهم بعدما خاب أملهم في اجراء الإمتحانات التي حضروا لها طيلة أسبوعين أو أكثر وهي العودة التي صاحبتها العديد من التساؤلات المرعبة التي ذهبت بعضها الى حد ابداء تخوف واضح من تواصل الإنسداد الحاصل على مستوى القطب المركزي الى ما لانهاية ومن ثمة تعريض مستقبل مايقارب (10) آلاف طالب (وهو تعداد الطلبة الذين يدرسون بهذا القطب ) للخطر وربما احالة هؤلاء على الموسم الأبيض مادامت أن الأمور قد بلغت فعلا مرحلة الخطر وذلك بشهادة العديد من الأساتذة الذين لم يخفوا انشغالهم بهذه الوضعية التي باتت تنذر بانفجارات أخرى في الأفق وخاصة في ظل تهديد عمال الخدمات الجامعية بدورهم بالدخول في اضراب جديد بداية من هذا الإثنين بعدما تمكنوا من شل مختلف الجامعات الوطنية مع بداية الموسم الدراسي الجاري