ألقى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر آخر عظة له أمام الجمهور بعد استقالته من منصبه ودخول الاستقالة حيز التنفيذ اعتبار من غد الخميس, ليصبح أول بابا منذ نحو ستة قرون يترك موقعه. وقد حرص بابا الفاتيكان المستقيل على تحية الحضور الحاشد من محبيه في ساحة القديس بطرس وسط إجراءات أمنية مشددة. وتحدث البابا عما سماها “المياه المضطربة” بعهده مؤكدا في الوقت نفسه أن “الله لن يدع كنيسته تغرق”. وأضاف “إنني متأثر جدا وأرى أن الكنيسة حية” مؤكدا أنه يدرك أن استقالته أمر خطير وجديد، وشدد على أنه “سيرافق الكنيسة في صلواته”. وأشار إلى أنه سيعود لعيش حياة خاصة. وقد قام البابا بجولة في الساحة بسيارته وسط هتافات حشد يضم أكثر من مائة ألف رفعوا أعلاما ولافتات كتب عليها “شكرا” بكل اللغات. ومن دون أي مراسم احتفالية، سينهي البابا مهامه غدا بعد وداع الكرادلة الموجودين بروما. وسيتوجه بعد ذلك على متن مروحية إلى كاستيل غاندولفو على بعد 25 كلم جنوبروما حيث يبقى شهرين بالمقر الصيفي للباباوات. وبعد تخليه عن العرش البابوي سيكرم بنديكت ال16 بلقب أسقف روما الفخري، وسيستمر في ارتداء الزي الأبيض. وعلى الرغم من إشادة وتعاطف الحشود مع البابا فإن الكثير من الكاثوليك صدموا من قرار الاستقالة, ويشعرون بالقلق من الآثار على مستقبل الكنيسة التي تعاني من مشاكل داخلية. يُذكر أن بنديكت ال16 أعلن يوم 11 فبراير/شباط استقالته اعتبارا من 28 من الشهر نفسه بسبب “تقدمه في السن” ولأن “قواه لم تعد تسمح له بممارسة مهامه على رأس كنيسة يبلغ عدد أتباعها حوالي مليار شخص”.