انتهت نهار أول امس قصة عبد القادر مختار بلمختار او الاعور الشهير «ميستر مارلبورو»، الذي ظهر طيلة السنوات الاخيرة بقوة على الساحتين الأفريقية والعالمية بعد تبنيه عملية اختطاف الرهائن ومهاجمة موقع إنتاج الغاز في إن أميناس بالجزائر، والتي أخرجت الأخيرة عن طورها وحشدت العالم كله لإنهاء العملية. هذا الاخير الذي تم تداول اسمه بقوة عبر الصحف العربية والعالمية، حيث وصفته صحيفة تلغراف البريطانية بأنه «أبرز المطلوبين بالعالم»، في الانخراط في القتال والجهاد بأفغانستان عام 1989، ورغم أنه لم يشارك في القتال ضد الروس فإنه حارب ضد حكومة كابل، وهناك فقد إحدى عينيه (لهذا سمي بالأعور) خلال إحدى المعارك، قبل أن يعود عام 1992 إلى بلاده لينضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة ويشارك في الحرب الأهلية هناك. المكنى بلمختار حسب ماتداولته العديد من وسائل الاعلام والتي ان اختلفت الرويات في التعريف به الا ان اغلبها اشترك في الحديث عن حياته بانه ولد عام 1972 في ولاية غرداية على مشارف الصحراء، بعد ذلك «أميرا» في الجنوب الجزائري على الحدود مع شمال مالي حيث ساهم في تشكيل «الجماعة السلفية من أجل الدعوة والقتال» التي أصبحت فيما بعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.ولقب الاخير بالسيد «مارلبربورو» لما عرف عنه في التهريب لدرجة كنايته من قبل بعض الاوساط الامنية برجل الصحراء وخبير التهريب، الذي تربطه علاقات متينة (عائلية خصوصا بفضل زواجه من كبرى عائلات الطوارق) بمنطقة الساحل لسنوات، يزود الحركات الإسلامية المسلحة في شمال الجزائر بالسلاح المهرب اضافة الى السجائر ابرزها سجارة المارلبور ناهيك عن ماعرف به في حمايته لنشاط مافيا تهريب المخدرات والسجائر. واللافت في التسجيلات المصورة لوسائل الاعلام الذي تبنى فيه بلمختار عملية الهجوم على منشأة الحياة بأين اميناس تعريف نفسه لأول مرة بأنه من تنظيم القاعدة الأم، وذلك بعد أشهر من انشقاقه عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وإنشائه عام 2012 كتيبة «الموقعون بالدم» المكونة من انتحاريين في شمال مالي. ويرى خبراء أن انشقاق بلمختار عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليس سوى قضية خيبة طموحات ونزاعات بين أشخاص وصراع مصالح. وكان يوم اول امس بمثابة حدث تاريخ عقب اعلان الجيش التشادي مقتل مختار بلمختار زعيم كتيبة الملثمين المنشقين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وذلك عقب محاصرته في معتقله بالمكان المسمى وادي «امتيتاي» في شمال مالي اين تم القضاء عليه رفقة مجموعات ارهابية مساندة له ،ليتطلق عقب الاعلان عن مقتله مباشرة العد يد من الخبراء والمتتبعين للشأن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي ان مقتل هذا الرجل يعتبر ضربة قاسمة في العمود الفقري للتنظيمات الجهادية في منطقة الساحل.