أقدم صبيحة أمس ،ورثة نزل “سيلاكت" الكائن بنهج الامير عبد القادر وسط مدينة عنابة ،وورثة شريكهم ،على محاولة الانتحار جماعيا بتفجير انفسهم بقارورة غاز البوتان بعد تقطيع اجسادهم بالخناجر ،على خلفية صدور قرار يقضي بإخلاء البناية لصالح وريثها الشرعي ... فاطمة الزهراء عمارة النزل محل النزاع والكائن بالضبط بزاوية شارع الامير عبد القادر - بيجو- حاليا ،شارع سلفتور كول رقم 05 سابقا ،مستغل من طرف ورثة بوذراع مصباح وشريكهم ورثة محمدي محمد ،منذ سنة 1965 ،حيث كونوا قاعدة تجارية وتملكوها بموجب عقد مؤرخ في 1980-03-13 ،وتقدموا بطلب امتلاك العقار لدى المديرية الفرعية لأملاك الدولة وتحصلوا على قرار امتلاك النزل والمتكونة من 22 غرفة من طرف اللجنة البلدية المشتركة ،وتسلم الورثة السالفو الذكر اسمائهم وثيقة موقعة من طرف والي الولاية تثبت حيازتهم للقاعدة التجارية عن طريق الشراء من املاك الدولة ،كما تقدموا بطلب شراء العقار من مصلحة السكن الولائية وقد قوبل طلبهم بالموافقة ودفعوا ثمن الشراء في انتظار اتمام اجراءات تحرير عقد الملكية ،..وفي الفترة التي كان فيها ورثة بوذراع ومحمدي بصدد تسوية وضعيتهم الادارية والقانونية لتملك النزل كان مالك البناية عمارة بلقاسم في نزاع معهم لاسترجاع محله والمتكون من طابق ارضي وطابقين علويين ،والذي يدخل ضمن مجموعة من البنايات كائنة بذات النهج ،والتي تملكها عن طريق الشراء ،غير ان مالك النزل عمارة بلقاسم لم يتمكن في وقتها من استرجاع محله ،وبعد وفاته فتح وريثه عمارة عبد السلام القضية من جديد ،وبعد ان ادخلت الى اروقة المحاكم من طرف ورثة بوذراع المباشرين للخصام ،اثبتت محكمة اول درجة على ثبوت ملكية العقار على الشيوع للوريث عبد السلام بموجب سند رسمي ومشهر ،وبصفة الاخير مالك على الشيوع وبحكم حيازته وثائق رسمية تثبت الملكية ، دخل في نزاع مع خصومه امام محكمة عنابة القسم العقاري قصد الزام ورثة بوذراع مصباح وورثة محمدي محمد وكل شاغل بإذنهم بإخلاء البناية المتمثلة في الفندق ،وبعد استئناف الاحكام الصادرة ضد الخصوم لعدة مرات ، قضت المحكمة حكما نهائيا لصالح ورثة عمارة بلقاسم ، وصدر قرار يقضي بالطرد ضد الاطراف المتنازعة الشاغلة للمكان وبتاريخ يوم امس الاربعاء ، سخرت القوة العمومية لإجبارهم على اخلاء النزل ، مما دفع بورثة بوذراع مصباح وشركائهم ورثة محمدي محمد لمحاولة الانتحار الجماعي ، الشرطة تطوق المكان وتعتقل وريثين بعد تبليغ ورثة بوذراع مصباح وشركائهم ورثة محمدي محمد بالحكم الصادر ضدهم والقاضي بإخلاء النزل والمستغل من قبلهم منذ 48 سنة ،وذلك في 14 ساعة تجمع المعنيون امام البناية رافضين اخلاء البناية ،الامر الذي استدعى تسخير القوة العمومية لإجبارهم على اخلائها مما اخرج العملية عن مسارها حيث صعد احد الورثة الى اعلى البناية و شرع في تشريح جسده بالسكين ووقف اخر بشرفة احدى غرف الفندق وربط قارورة غاز البوتان حول الحزام مهددا بتفجيرها ،ووريث وقف في الشرفة المقابلة مهددا برمي نفسه وآخر حمل سيفا مهددا بقتل نفسه ،بينما نزل عدد منهم الى الطريق والدموع تذرف من عيونهم منددين بالحكم التعسفي الصادر ضدهم ،ووسط جمع غفير للمواطنين امام مسرح الحادثة ،تدخلت قوات الشرطة بأعداد هائلة في محاولة منها تفريق المتفرجين كما عملت على تطويق المكان ،هذا وتدخلت وحدات الحماية المدنية وبقيت في حالة تأهب واستعداد تام تحسبا لأي طارئ امام اصرار الورثة الغاضبين على وضح حد لحياتهم ،من جهتها اوقفت عناصر الشرطة المتدخلة وريثين ويتعلق الامر بكل من المسمى محمدي سمير ومحمدي شكري حيث قامت باقتيادهما للتحقيق وذلك استنادا الى ما اكده شهود عيان ،والذين افادوا بان الموقوفين تم الاستماع الى اقوالهم ومن ثم اطلق سراحهم .... الطرق تقطع بأسرة خشبية مضرمة بالنيران والمحلات تغلق وفي خطوة للتصعيد من لهجتهم ،اقدم ورثة بوذراع مصباح وشركائهم ورثة محمدي محمد على قطع الطريق امام حركة المرور باستخدام اسرة خشبية مضرمة بالنيران ،مطالبين بتدخل السلطات المحلية و الولائية على رأسها والي الولاية محمد الغازي لرفعه انشغالهم المتمثل اساسا في التراجع عن القرار القاضي بطردهم و تمليكهم النزل ،وهو ما تسبب في ازدحام كبير وسط المدينة وفوضى عارمة ،هذا وأقدم احد الورثة الغاضبين على سكب البنزين امام الملأ مهددا بالانتحار حرقا ،وأمام تصاعد موجة الغضب والتهديدات بالانتحار الجماعي اسدلت ابواب المحلات من طرف اصحابا تخوفا من تحول الحركة الاحتجاجية الى اعمال شغب ،واستمرت الوضعية على حالها الى غاية حدود الساعة الثانية زوالا الى ان وصلت مسامع الورثة بان الجهات القضائية اوقفت قرار الطرد الى حين ،وهو الخبر الذي اطفا فتيل الغضب ودفع بالمعنيين بالعدول عن قرارهم والتراجع عن التهديد بالانتحار ،وفي هذا الاطار كشفت مصادرنا بان عدد من الورثة وفور تلقيهم النبأ تنقلوا الى محكمة عنابة لمقابلة الجهات القضائية المختصة اقليميا قصد التأكد و التفاوض ،وعليه تراجعت القوات الامنية و ووحدات الحماية المدنية ، من جهتها وبعد عودة الامور الى مجراها صعد ابناء الورثة الى اعلى البناية وقاموا برشق المارة بالزجاجات الحارقة مما خلف حالة هلع وخوف كبيرين في نفوسهم