و تبقى الصورة قاتمة في عاصمة الولاية التي عزلت السيول الجارفة المواطنين وحاصرتهم في مساكنهم ، ليقوم الكثير منهم بمواجهة السيول التي اقتحمت عليهم سكناتهم ، وجرفت كل أغراضهم ، حيث تحولت جل شوارع المدينة إلى أوحال وحجارة ، وجذوع الأشجار بفعل انعدام شبكة تصريف المياه ، والغش في الأشغال التي عرتها هذه الأمطار ، وصرفت عليها عشرات الملايير ، من جانب آخر خرج المواطنون المتضررون في كل من بلديات خنشلة ومتوسة وبغاي والرميلة وتاوزيانت إلى الشوارع في حركة احتجاجية مطالبين برحيل المنتخبين والإداريين الذين تسببوا في هذه الكارثة بفعل عدم أخذهم احتياطاتهم لمجابهة مثل هذه الفيضانات، مطالبين بلجنة للتحقيق في مصير البرامج الخاصة بحماية المدن من الفيضانات، والتحقيق في أشغال الطرق، والبالوعات، وعدم التكفل بالمواطنين الذين يقطنون سكنات هشة ، وعدم تخصيص آليات فعالة للتصدي لظاهرة الفيضانات التي تغرق مدن الولاية خاصة مدينة خنشلة حيث عرفت أحياء بعاصمة الولاية ومنها أحياء طريق باتنة وعين البيضاء و بوجلبانة حركات احتجاجية عارمة تم خلالها غلق تلك الطرق بالحجارة وجذوع الأشجار والعجلات المطاطية لساعات متتالية مطالبين من الجهات المعنية إنقاذهم وانتشالهم من سكناتهم التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة حياتهم ، حيث طالب العشرات من المحتجين من السلطات بالإسراع في عملية ترحيلهم نحو مساكن جديدة والإيفاء بوعودها المقدمة منذ سنوات لهم كما أقدم صباح أمس العشرات من سكان بلدية تاوزيانت المتضررة بفعل الفيضانات على شن حركة احتجاجية عارمة تم من خلالها غلق الطريق الوطني المؤدي إلى ولاية باتنة بالحجارة والمتاريس متسببين في ذك في شل الحركة المرورية مطالبين المسؤولين بالتدخل وحمايتهم من الفيضانات بانجاز مشروع يحمي البلدية من الفيضانات علما وان هذا المشروع قد تمت المصادقة عليه منذ 3سنوات والى يومنا هذا لم يتم الانطلاق في انجازه ، كما ناشدوا المسؤولين إيفاد لجنة تحقيق مهمتها معاينة الأضرار التي لحقت بكل المرافق وتعويض المتضررين كما طالب العديد من فلاحي البلديات المتضررة السلطات المعنية بالتدخل و انتشالهم من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها مطالبين بإيفاد لجنة تقنية و فلاحية لمعاينة الأضرار التي لحقت بالمنشآت الفلاحية و المزارع على خلفية الأمطار الغزيرة وحبات البرد التي شهدتها الولاية خلال اليومين المنصرمين والتي حصدت كل منتوجاتهم الفلاحية ، مطالبين الوزارة بالتعويض تجدر الإشارة إلى أن الأمطار ما تزال تتساقط إلى غاية مساء أمس بعاصمة الولاية وعدد من البلديات مما ينذر بوقوع الأسوأ في حالة تواصلها لأيام أخرى.