تشهد بعض المقاطع من الوادي الكبير الذي يشق عددا من بلديات ولاية جيجل منذ أيام ظاهرة غريبة وغير مألوفة تتمثل في ظهور بقع صفراء اللون وأحيانا داكنة على سطح مياه هذا الوادي الذي يشكل مصدرا رئيسيا للثروة المائية بالنسبة لعدد من الموالين ومربي الماشية وحتى الفلاحين الذين يسقون مزروعاتهم انطلاقا من هذا الوادي . ورغم الارتفاع الكبير لمنسوب الوادي المذكور بفعل التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها عاصمة الكورنيش الا أن ذلك لم يمنع من ظهور بقع كبيرة بعدد من مقاطع هذا المجرى المائي الذي يعد الأكبر بولاية جيجل وهي البقع التي تأخذ أحيانا اللون الأصفر الداكن فيما تميل الى السواد من حين الى آخر وهي الظاهرة التي حيرت العارفين بشؤون هذا الوادي والذين لم يتوان الكثير منهم في المطالبة بالتحقيق في هذه الظاهرة الغريبة التي قد تكون اشارة واضحة لحصول تلوث في مياه هذا النهر الذي يكتسي أهمية بالغة في تنمية الثروتين الحيوانية والفلاحية بعدد من أقاليم الولاية (18) بحكم أن عددا كبيرا من فلاحي الولاية يعتمدون على مياه هذا الوادي في ري مزروعاتهم وكذا ضمان مياه الشرب الخاصة بمواشيهم . هذا وكان فلاحو ولاية جيجل وبالتحديد أولئك المنحدرين من بلدية أولاد رابح قد اهتزوا قبل أشهر قليلة على وقع التلوث الكبير الذي أصاب الوادي الذي يشق البلدية المذكورة والذي ينطلق من إقليم بلدية أولاد عسكر وهو التلوث الذي تسبب في نفوق العشرات من رؤوس الماشية التي اعتادت على شرب مياه هذا الوادي مما دفع بمديرية المصالح الفلاحية الى فتح تحقيق في الموضوع وأخذ عينات من مياه هذا الوادي من أجل تحليلها والوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا التلوث ، كما سبق للجواجلة وأن لاحظوا مطلع العام الجاري نفوق المئات من الأسماك بالشواطئ الشرقية للولاية حيث وجدت العشرات من هذه الأسماك مرمية على شاطئ البحر وذلك دون أن تبادر الجهات الوصية الى التحقيق في هذه الظاهرة أو الكشف عن أسبابها الى اليوم