ندد حزب جبهة التحرير الوطني بالتصريحات الأخيرة للجنرال الفرنسي السابق فرنسوا بوشوا لتر حول قضية اغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة سنة 1996، ووصفها بالكاذبة، كما انتقد في سياق ذي صلة ما جاء على لسان الرجل الأول في الإليزيه نيكولا ساركوزي بخصوص القضية، واعتبر الأفلان أن الرئيس الفرنسي بصدد البحث عن مخرج يخفف عنه الضغوط التي يواجهها بسبب مطلب الاعتذار عن الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر. استغرب أمس السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية للأفلان في اتصال هاتفي معه التصريحات التي أدلى بها الجنرال الفرنسي السابق فرنسوا بوشوا لتر والتي ادعى فيها أن بحوزته معلومات حول حادثة اغتيال الرهبان الفرنسيين بمنطقة تبحريين سنة 1996، ووصفها بالكاذبة، كما استغرب التحاق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بهذا الجنرال الفرنسي وتأييد ادعاءاته ومزاعمه. وربط المكلف بالاتصال في قيادة الحزب العتيد بين إثارة هذه القضية في هذا التوقيت بالذات وبين الضغوط التي تواجه باريس بخصوص مطلب الاعتذار الذي تنادي به الجزائر عن الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر وما ارتكبته من جرائم خلال تلك الفترة، ومن وجهة نظر بوحجة فإن ساركوزي وبتصريحاته الأخيرة هو بصدد البحث عن مخرج يخفف عليه هذه الضغوط بمحاولة توجيه التهمة إلى الطرف الجزائري وإلصاق تهمة اغتيال الرهبان الفرنسيين بالجيش الوطني الشعبي رغم أن جميع المعطيات والمعلومات تؤكد أن العملية ارتكبتها الجماعة الإسلامية المسلحة "جيا" التي تبنت العملية في بيان لها. وحسب المتحدث باسم الأفلان فإن التساؤل الذي يطرح ردا على تصريحات الجنرال الفرنسي السابق والتي سار في فلكها ساركوزي، هو لماذا الصمت كل هذه السنوات والسكوت عن الإدلاء بهذه المعلومات، معتبرا أن الجريمة الحقيقية التي يفترض أن يحاسب عليه هذا الجنرال هي جريمة السكوت كل هذه السنوات، ويستنتج بوحجة أن هذه المعلومات التي يتحدث عنها الجنرال الأسبق لو كانت صحيحة لأدلى بها في وقتها، وأن الصمت كل هذه السنوات يؤكد أنها مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة، تندرج من وجهة نظر المتحدث في إطار حسابات سياسية تتعلق بالزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إلى باريس مستقبلا. وتجدر الإشارة إلى أن المزاعم التي أدلى بها الجنرال الفرنسي الأسبق فرنسوا بوشوا لتر أمام قاضي التحقيق في قضية اغتيال رهبان تبحريين وجرى تسريبها بداية الأسبوع إلى الصحافة الفرنسية، قد فندها جملة وتفصيلا وزير الخارجية الأسبق ايرفي دو شاريت الذي كان على رأس الكيدورسي آنذاك، مؤكدا أن الرواية الوحيدة التي يعترف بها هي الرواية الرسمية وهي أن "الجيا" قامت بالعملية وأعلنت عن تبنيها للاغتيال بعد فشل المفاوضات بين الطرفين الفرنسي والتنظيم الإرهابي حول إطلاق سراح بعض القيادات في التنظيم المسجونين.