على وقع الارتدادات الناجمة عن السؤال الأول المحذوف من المقرر الدراسي، الوارد في امتحان مادة التربية الإسلامية، أعلنت وزارة التربية أنها فتحت تحقيقا حول الموضوع، ولم تقرر بعدُ توزيع نقاط هذا السؤال على باقي الأجزاء، ووفق ما هو مقر تنتهي زوال اليوم امتحانات شهادة التعليم المتوسط بعد ثلاثة أيام من المواظبة على الحضور إلى مراكز الإجراء، وهذه الامتحانات هي آخر الامتحانات الرسمية الثلاثاء، التي جندت لها كالعادة وزارة التربية الوطنية إمكانيات مادية وبشرية ضخمة، ويُتوقع من خلال المستوى المتوسط، الذي ظهرت به أن تتجاوز نسبة الناجحين 70 بالمائة. تستكمل زوال اليوم وزارة التربية الوطنية امتحانات شهادة التعليم المتوسط ، بعد ثلاثة أيام من الجهد المتواصل من لدُنها، ومن التلاميذ الممتحنين البالغ عددهم أزيد من 775 مترشحا. وحسب الأصداء التي لمستها »صوت الأحرار« من محيط عدد من مراكز الإجراء، ومن التلميذات والتلاميذ الممتحنين أنفسهم، فإن المستوى الذي ظهرت به أسئلة مواد الامتحانات، وبما فيها المواد الأساسية كان في متناول التلميذ المتوسط ، وأنها كانت واضحة، ومفهومة، ودقيقة في عمومها، ولا تتوفر على تفاصيل مُخادعة، بل كانت أسئلة مباشرة، لا لُبس فيها ، ومعتمدة من المقررات الدراسية، ولم تخرج عن عتبة الدروس التي كانت حددتها وزارة التربية الوطنية، وأعلنت عنها لكل المؤسسات التربوية عبر الوطن، وهذا تحديدا وفق ما يرى البعض من الأساتذة النقابيين والمختصين ما يُرشح امتحانات هذه السنة لتسجيل أعلى نسب النجاح، وقد تفوق حسبهم نسبة السنة الماضية التي قدّرتها وزارة التربية ب 70 بالمائة، التي تضمّنت مجموع الناجحين مباشرة بالمعدلات المُحصّل عليها في امتحانات الشهادة في حدّ ذاتها فقط، ومجموع التلاميذ المضافة لهم معدلات السنة الدراسية المنتهية. وفي تقييمه لامتحانات شهادة التعليم المتوسط وامتحاني البكالوريا ونهاية مرحلة التعليم الابتدائي، أوضح الأستاذ مسعود عمراوي، عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام والاتصال في اتحاد عمال التربية والتكوين، أن أسئلة هذه الامتحانات الثلاث كانت دقيقة، وخالية من الأخطاء، وهذا شيء جيد يُحسب للوزارة، وللذين وضعوا الأسئلة، ويُساعد على تسجيل نتائج إيجابية. وكذّب الأستاذ عمراوي الإشاعات التي تسربت حول هذه الامتحانات، ولاسيما حول شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط ، وقال عن الأسئلة المزيفة المتسربة، التي هي الآن محل تحرّ وتحقيق من قبل المصالح المعنية، أن لا أساس لها من الصحة إطلاقا، والهدف من هذا التسريب هو الابتزاز المالي، ونُنبّه التلاميذ والأولياء أن يأخذوا حذرهم من هؤلاء المُبتزّين في الامتحانات القادمة، ونِؤكد في ذات الوقت، أن الظروف التنظيمية التي تمت فيها هذه الامتحانات، وعمليات المتابعة الدقيقة، والحرص الكبير على الحراسة، والعزل الصارم لمُعدّي ومُحضري الأسئلة، وكافة تأمينات السرية والنقل للمواضيع، هي كلها كافية لإعطاء الضمانات المطلوبة لنزاهة هذه الامتحانات. ورغم اعتراف الأستاذ عمراوي بكل هذا، إلا أنه في نفس الوقت، قال ل »صوت الأحرار« : أن الحدث الفعلي الذي يجدر الحديث عنه، هو أن السؤال الأول في مادة التربية الإسلامية جاء من الدروس المحذوفة من المقرر الدراسي، ولم يتضمنهُ التوزيع الزمني للدروس، وهناك العديد من الولايات لم تُدرّس هذا الدرس، ممّا يستلزم على الوزارة إلغاءه هذا السؤال، وتوزيع نقاطه ال 12 من 40 على باقي الأسئلة لضمان العدل بين التلاميذ، الذين هم لا ذنب لهم في عدم الإجابة الصحيحة عن درس لم يتلقوهُ، وإن الإبقاء عليه سيُؤثر سلبا على نتائجهم. وبتحفّظ قال عمراوي أيضا : مع أن هذا الدرس تضمنهُ الكتاب المقرر، ولم يتضمنهُ التوزيع الزمني للدروس، إلا أن هناك أساتذة عبر بعض الولايات قاموا بتدريسه بشكل احتياطي. ونقلا عن وزارة التربية الوطنية، أوضحت أمس وكالة الأنباء الجزائرية أن هذه الأخيرة لم تقرر بعدُ إدخال أية تعديلات على سُلّم تنقيط هذه المادة، في الوقت الذي كشفت فيه أن تحقيقا فُتح حول هذا الأمر الحساس، الذي يتطلب إجراءات رسمية قبل إعلام الصحافة عمّا يُمكن اتخاذه بخصوص سُلم التنقيط. ونُذكر أن نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط سيُعلن عنها رسميا بشكل متزامن مع نتائج شهادة البكالوريا يوم 2 جويلية المقبل.