بحث المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، رفقة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بالقاهرة، ظهر أمس، المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليمية وسبل دعم العلاقات المصرية الأمريكية، حيث أبدت كلينتون خلال اللّقاء الذي حضره عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة والسفيرة الأمريكية بمصر آن باترسون، رغبة واشنطن في دعم علاقات التعاون مع مصر باعتبارها شريكا استراتيجيا في المنطقة. وكانت كلينتون قد حلّت القاهرة مساء أوّل أمس، في أول زيارة لمسؤول أمريكي إلى مصر منذ أداء الرئيس محمد مرسى اليمين الدستورية نهاية الشهر الفارط، وكان الرئيس محمد مرسي قد استقبل كلينتون السبت. وكان المشير حسين طنطاوي، أكّد أن القوات المسلحة المصرية دخلت معتركا لا دخل لها به خلال العام ونصف الماضية، وأنّ كل همها خلال تلك الفترة تمحور حول الدفاع عن الوطن وحماية شعب مصر، لافتا إلى أنه كان أمام القوات المسلحة مجالات عدة تمشى فيها، ولكنها آثرت ألاّ تريق دماء المصريين، لأن قيادة الجيش مؤمنة بالله وأن دماء المصريين لا تراق لأي سبب م الأسباب، خاصة في ظل محاولات الكثير من المدفوعين من الخارج الذين يحاولون دائما الوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة، وأنّ القوات المسلحة لن تسمح لهؤلاء بأن يقودوا الجيش إلى ذلك، يضيف طنطاوي. من جهة أخرى، قال المستشار أحمد خليفة، عضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، إنّه سيتم إزالة الكثير من السلطات المطلقة التي كان يمتلكها رئيس الجمهورية، بعد صياغة الدستور الجديد، وأضاف في حوار صحفي، أن لجنة صياغة الدستور، توازن بين سلطات الدولة سواء للرئاسة أو التشريع، كما تبحث فى كيفية الحدّ من توغل سلطة داخل أخرى، سواء تنفيذية أو تشريعية أو قضائية، وأشار إلى أنّه طبقا للإعلان الدستوري، فإنه إذا تم حلّ الجمعية التأسيسية الحالية فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيشكل جمعية أخرى، مشدّدا على ضرورة أن يكون هناك تنسيق مع مؤسسة الرئاسة والقوى السياسية المختلفة في المجتمع بهذا الشأن. وعن التصور المطروح لدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الدستور القادم، أشار ذات المتحدّث، إلى أن المجلس نفسه أعلن أكثر من مرة أن دوره انتقالي، وأنه سيعود لدوره الرئيسي في حماية أراضى الوطن، أمّا بخصوص سيطرة الإسلاميين على الجمعية التأسيسية، قال خليفة، أن هذه النقطة كانت محلّ قلق من جانب بعض القوى السياسية، وذكّر بأن أعضاء اللّجنة اتفقوا على النظر إلى مصر فقط، وعدم الالتفات إلى الانتماءات الحزبية وغيرها، وبالتالي، ينظر إلى أن التيار السلفي كان متمسكا بكلمة »أحكام« الشريعة بدلا من مبادئ الشريعة فى المادة الثانية من الدستور، ولكن نظرا لروح التعاون بين أعضاء الجمعية كان هناك تنازلات وتوافق على صياغة المادة الثانية بالأشكال الذى خرجت به. يشار إلى أنّ الجمعية التأسيسية لصياغة دستور مصر، تعقد اليوم اجتماعا لهيئة المكتب، قبل حكم المحكمة حول »تأسيسية الدستور«، وذلك لدراسة كافة السيناريوهات المتوقعة، وأكّد الدكتور محمد البلتاجي، مقرّر لجنة الحوارات والاتصالات المجتمعية بالجمعية خلال لقائه بعدد من الأحزاب السياسية السبت الماضي بمقر مجلس الشورى، على احترام الجمعية لأحكام القضاء وسيادة القانون. في سياق آخر، قالت صحيفة »يديعوت أحرونوت« الإسرائيلية، إن كلينتون أكّدت أن هناك حاجة ملحة لعقد لقاء يجمع بين الرئيس المصري المنتخب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وذلك خلال زيارتها للقاهرة، وأضافت الصحيفة، أن المسؤولة الأمريكية، أكّدت أن الولاياتالمتحدة لا تنتوى التدخل في ذلك الشأن أو الترتيب لإجراء مثل ذلك اللّقاء من قريب أو بعيد، رغم تأكيدها على أهميته، موضحة أن واشنطن سوف تعمل بكلّ قوّتها من أجل دعم عملية السلام خلال المرحلة المقبلة، وأضافت »يديعوت أحرونوت«، أن وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، أكّد التزام بلاده بكافة الاتفاقات الدولية والمعاهدات التي سبق أن أبرمتها إبان الأنظمة السابقة، موضحاً أن مصر تسعى لحلّ القضية الفلسطينية على أساس إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، على حدّ وصف الصحيفة.