قالت صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية أن حل الأزمة في شمال مالي أضحى بعيد المنال، وردت ذلك إلى تحكم الإسلاميين في الوضع على الأرض ورفض التدخل الأجنبي وعجز الأفارقة عن إيجاد حل للأزمة، ورفض الحركة الوطنية لتحرير أزواد مواجهة الجهاديين ما لم تحصل على اعتراف دولي ودعم لمطالبها الانفصالية . أعدت الصحيفة الأمريكية الشهيرة »نيويورك تايمز« تقريرا متشائما عن الوضع السائد في شمال مالي، بحيث أكدت بناءا على تحليل عدد من المعطيات ومن المؤشرات بأن حل الأزمة قد أضحى بعيد المنال، وعللت الصحيفة الأمريكية استنتاجاتها بكون الحكم الإسلامي قد يتحول إلى حقيقة في شمال مالي في ظل هروب آلاف السكان من المنطقة . وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الاليكتروني على شبكة الانترنيت أنه في الوقت الذي تؤكد فيه الدول الغربية بوجه عام وفرنسا بشكل خاص أن أي قرار يتعلق باعتماد خيار عسكري لحل الأزمة في مالي لابد أن يأتي من الأفارقة أنفسهم، يبدو وأن قادة الدول الأفريقية المجتمعين بقمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لم ينجحوا في التوصل إلى حل في هذا الصدد في الوقت الذي ينجح فيه الإسلاميون في مالي يوما بعد يوم في إحكام قبضتهم على شمالي البلاد، ولم تشر »نيويورك تايمز« إلى مسألة الاختلافات الحاصلة بخصوص التدخل العسكري في شمال مالي من عدمه، كما لم تتطرق أيضا إلى الموقف الجزائري المعارض للتدخل الأجنبي، أو إلى مواقف باقي دول الميدان. واعتبرت الصحيفة الأمريكية بأن الموقف »السلبي« الذي تبنته الحركة الوطنية لتحرير أزواد من الوضع في شمال مالي، وانسحاب جل قادة هذه الحركة من الميدان ولجوئهم إلى موريتانيا، قد ساهم في تعقيد الوضع، فقيادة هذه الحركة أعلنت بشكل مباشر وصريح أنها لن تقاتل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة ما لم تحصل على اعتراف دبلوماسي لدولي بها ودعم لخياراتها الانفصالية، علما أن عدد من الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا راهنت في وقت سابق على تسليح المتمردين التوارق وتشكيل مليشيات ترقية هدفها مواجهة القاعدة في شمال مالي، ورأت »نيويورك تايمز« أن هذا الموقف قد شكل خيبة أمل كبيرة للقوى الغربية التي كانت تأمل في حل داخلي لما أسمته »خطر إسلامي« يحدق بالأقطار الإقليمية ينبع من شمالي مالي » حيث عمد بعض الساسة الأفارقة البارزين في حديثهم عن مالي إلى إطلاق عليها مصطلح »أفريقانستان« نظرا لظهور بعض من أبرز قادة تنظيم القاعدة في القارة الإفريقية بشكل علني في المدن شمال مالي. ويتقاطع مضمون تقرير »نيويورك تايمز« مع العديد من التحاليل التي تتخوف من ضياع مفاتيح حل الأزمة في شمال مالي بسبب الضغط الذي تمارسه قوى كبرى على أطراف الصراع، ومحاولات تغليب كفة التدخل العسكري الأجنبي في المنطقة، وما من شك أن سيطرة الحركات الجهادية المرتبطة بالقاعدة، في وقت أعلنت فيه الحركة الوطنية لتحرير أزواد عن تخليها عن المطلب الانفصالي ورفضها مواجهة المتطرفين عسكريان سوف يقود شمال مالي، ومستقبلا كل الساحل الصحراوي نحو الأفغنة التي ربما ترغب فيها بعض الأطراف الدولية خدمة لأجندات سرية.