عرف نشاط شبكات الهجرة السرية هذه الأيام زيادة في النشاط، نشاطها، منتهزة دخول شهر رمضان الذي تقل فيه المراقبة خاصة في أوقات الفطور والسحور، حيث تمكنت وحدات حرس السواحل بشرق وغرب البلاد خلال الأربعة أيام الماضية من إفشال أزيد من 7 محاولات للهجرة في عرض البحر، انتهت بتوقيف 74 شخصا . أفادت مصادر مطلعة من حرس السواحل ، أن آخر عملية توقيف قامت بها وحدات حرس السواحل بالطارف كانت أول أمس في حدود الساعة الثامنة مساء، أي مباشرة بعد الفطور، حيث عثرت وحدة حرس السواحل على قارب على بُعد ثلاثة أميال بحرية في منطقة رأس الحمراء في الشمال الغربي، وعلى متنه 13 شخصا خرجوا بقارب صيد من منطقة عين البربر باتجاه السواحل الإيطالية، مُستغلين فترة الإفطار للإفلات من أعين الرقابة، في حين تم قبلها بثلاثة أيام اعتراض قاربين على بعد ثلاثة أميال بحرية في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من بينهم طفلين وامرأتين تم تقديمهم جميعا في اليوم الموالي إلى وكيل الجمهورية . ورغم التكتم على المعلومات مقارنة بوقت سابق، إلا أن بعض المصادر أوضحت بأن هناك محاولات متعددة تقوم بها شبكات الهجرة السرية منذ بداية الشهر الفضيل انطلاقا من السواحل الغربية بقصد بلوغ السواحل الإسبانية المعروفة بمسافتها القريبة، باعتبار أن هذه الشبكات تعتمد على استقرار الظروف المناخية التي تميز البحر في الفترة الأخيرة، وتحاول التملص من قبضة وحدات حرس السواحل أثناء الأوقات التي تراها مناسبة لتنفيذ رحلاتها. وفي هذا السياق، شددت نفس المصادر على النظام الرقابي الخاص الذي فرضته مصالح حرس السواحل على مستوى جميع النقاط والمنافذ البحرية خلال رمضان الجاري، وذلك تحسبا لاستغلال هذه الفترة من قبل شبكات الحراقة لتنفيذ رحلاتها نحو الضفة الأخرى، خاصة في الأوقات التي يستغلها الحراقة، حيث أوضحت نفس الجهات قائلة »إننا نضطر إلى التفكير بنفس المنطق الذي تفكر فيه هذه الشبكات حتى نستطيع إفشال مخططاتها«، مضيفة بأن أعوان حرس السواحل يتناولون وجبة الإفطار في عرض البحر أثناء دوريات مسح الجهات الداخلة في نطاق اختصاصهم. ومن المقرر أن يتم مضاعفة هذا الطوق الرقابي الذي تم رفعه إلى الحدود القصوى أثناء أيام العيد، باعتبار أن هذه المناسبة هي الموعد المفضل لدى بعض الشبكات للقيام بمغامراتهم البحرية على متن قوارب الموت، بدليل التجارب المأساوية التي تم تسجيلها في الأعوام السابقة، والتي أظهرت ترصد شبكات الهجرة السرية لهذه الفترة من أجل تجسيد مخططاتها، على غرار ما تم قبل أربع سنوات مضت، عندما انتشل أعوان حرس الشواطئ جثث شباب متفسخة بالقرب من جزيرة »بلان« بوهران صبيحة يوم عيد الفطر المبارك، بعد أن تاهوا في البحر وانقلب الزورق الذي كان يقلهم في عرض البحر.