قالت منظمة »هيومن رايتس ووتش« الحقوقية، في تقرير أصدرته أمس، إن قوات الأمن البورمية، ارتكبت أعمال قتل واغتصاب واعتقالات جماعية في حق مسلمي »الروهينغيا«، بعد أن أخفقت في حمايتهم وحماية البوذيين الأراكان، أثناء أحداث العنف الطائفي الدامية غربي بورما في جوان 2012. وأدت القيود الحكومية المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سكن الروهينغيا إلى معاناة أكثر من 100 ألف نازح ومشرد من الحاجة الماسة للغذاء والمأوى والرعاية الطبية. وأضاف التقرير، أنه كان بإمكان الحكومة وقف ما حدث، سواء العنف الطائفي أو الانتهاكات التي تلته في ولاية أراكان فى بورما، وقال شهود من الأراكان والروهينغيا ل»هيومن رايتس ووتش«، إن القوات الحكومية وقفت تتفرج بينما عناصر من المسلمين والبوذيين يهاجمون بعضهم البعض، فيقومون بتدمير قرى ويرتكبون عدداً غير معروف من أعمال القتل. كما قال براد آدامز، مدير قسم آسيا في »هيومن رايتس ووتش«، إن قوات الأمن البورمية أخفقت في حماية الأراكان والروهينغيا من بعضهم البعض، ثم شنت حملة عنيفة واعتقالات جماعية ضد الروهينغيا. تزعم الحكومة أنها قضت على أعمال قتال عرقي وانتهاكات، لكن الأحداث الأخيرة فى ولاية أراكان تُظهر استمرار الاضطهاد والتمييز تحت رعاية الحكومة" وأكدت »هيومن رايتس ووتش« أنه على الحكومة البورمية أن تتخذ خطوات عاجلة من أجل وقف الانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية، ومن أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وأن تسمح للمراقبين الدوليين المستقلين بزيارة المناطق المتأثرة بالأحداث للتحقيق فى الانتهاكات. يذكر أن أحداث العنف التي لحقت بمسلمي بورما، اندلعت فى مطلع جوان الماضي، بعد ظهور أنباء انتشرت فى 28 ماي عن تعرض سيدة بوذية من الأراكان للاغتصاب والقتل فى بلدة رامري على يد ثلاثة رجال مسلمين. وظهرت تفاصيل الجريمة على المستوى المحلي فى صورة منشورات تحريضية، وفى 3 جوان قامت مجموعة كبيرة من أهالي القرى من الأراكان، عند منطقة تونغوب، بإيقاف حافلة وقتلوا بقسوة عشرة مسلمين كانوا على متن الحافلة. تأكدت »هيومن رايتس ووتش« أن قوات الشرطة المحلية والجيش كانت على مقربة من المكان لم تفعل شيئاً ووقفت تتفرج دون أن تتدخل، ورداً على ما حدث، قام الآلاف من الروهينغيا فى 8 جوان بأعمال شغب فى بلدة مونغداو بعد صلاة الجمعة، فقتلوا عدداً غير معروف من الأراكان، وحطموا مساكن وممتلكات كثيرة للأراكان. ثم انتشرت أعمال العنف المتبادلة بين الروهينغيا والأراكان فى سيتوى والمناطق المحيطة بها.