شهدت ولاية بجاية خلال هذه الأيام موجة حرارة واسعة، بلغت حدود ال42 درجة مئوية، ما أدى بالمواطنين إلى الهروب نحو الحدائق العمومية والشواطئ وغيرها من الأماكن التي قد تتوفر فيها بعض البرودة والانتعاش. غير أن ما أرق السكان واقض مضاجعهم سواء في ساعات الليل أو النهار، هو الانقطاعات الكهربائية التي مسَّت بعض الأحياء والمناطق وتسبَّبت للسكان في معاناة حقيقية وزادت من تفاقم الوضع وتأزمه أكثر فأكثر، وتتكرر ظاهرة انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف، نتيجة الاستعمال المُفرط لأجهزة التبريد والمكيفات الهوائية والمروحيات وغيرها من الأجهزة التي لا يبحث المواطنون من خلال تشغيلها إلا عن بعض البرودة والانتعاش، وهو ما يسبِّب ضغطا متزايدا واستهلاكا مُفرطا للطاقة الكهربائية، ويؤدي إلى انقطاعها في مناطق مختلفة ومتفرقة من حين إلى آخر. وليست درجات الحرارة المرتفعة وغير المحتملة النقطة السلبية الوحيدة التي يشتكي منها المواطنون نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بل يمتد ذلك إلى ما يمكن أن يسبِّبه من خسائر فادحة في الأجهزة الكهرومنزلية والكهربائية في المنازل والمحلات، التي قد تؤدي بدورها إلى احتمال تعرض السلع داخل الثلاجات للتلف، وهو ما يكبد أصحاب المحال خسائر مادية كبيرة مع أنه بالإمكان إيجاد حلول ناجعة ونهائية لهذا المشكل الذي يتكرر مع كل صيف، عبر زيادة محطات توليد وتوزيع الكهرباء لمواجهة احتياجات السكان من الكهرباء وتجنب انقطاع التيار في هذا الفصل، وتشكل حرارة الجو المرتفعة التي يُصاحبها انعدام وسائل التكييف والتبريد نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي خطورة كبيرة على صحة المواطنين بمختلف فئاتهم الاجتماعية، وخاصة المسنين والأطفال الرضَّع والسيدات الحوامل ومرضى الربو والحساسية والجهاز التنفسي عموما، والذين تزيد حرارة الجو من تأزم حالتهم، فارتفاع درجة حرارة الجسم يجعل الإنسان يشعر بدوار يصاحبه أحيانا قيء وإسهال وعدم اتزان مع انخفاض ضغط الدم والدورة الدموية التي قد تصل بالمريض إلى الدخول في غيبوبة تفقد بدورها خلايا المخ قدرتها على القيام بدورها الرئيسي والحيوي.