عبر سكان أحياء ولاية قسنطينة عن إستيائهم العميق جراء الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي المسجلة منذ حلول فصل الصيف حيث لا تتردد مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز في قطع التيار الكهربائي خلال ساعات النهار دون سابق إنذار بعدما كانت هذه الإنقطاعات مبرمجة من وقت لآخر وهو ما خلق فوضى كبيرة أثرت سلبا على الحياة اليومية للمواطن بالإضافة إلى التسبب في خسائر فادحة للتجار الذين توقفت أنشطتهم لا سيما الخبازين ومحلات البقالة. وقد أدت الإنقطاعات المتكرر للتيار الكهربائي حسب العديد من السكان إلى تعطل العديد من أجهزتهم الكهرومنزلية خاصة الثلاجات والمكيفات الهوائية، في ظل موجة الحر الكبيرة التي تعرفها الولاية هذه الأيام و التي بلغت أمس حدود ال44 درجة مئوية مانعة بذلك المواطن من الإستغلال الأمثل لوسائل التبريد المتوفرة لديهم ،كما أثار سكان الأحياء السكنية نقطة هامة تتمثل في تخوفهم من التسممات الغذائية ومخاطرها بسبب الإنقطاعات الكهربائية المتكررة، وهو ما أكده بعض سكان أحياء بلدية الخروب وكذا أحياء وسط المدينة ويشير السكان إلى أن التيار الكهربائي كثيراً ما ينقطع ليلة كاملة سواء عن المنازل أو حتى عن محلات بيع المواد الغذائية، وهو الأمر الذي يؤثر سلباً على عملية التبريد لدى محلات بيع المواد الغذائية بل وكل المحلات التي تعتمد على حفظ الأغذية والمواد الإستهلاكية في البراد لحساسية هذه الأخيرة من الحرارة على غرار اللحوم، البيض، الحليب وغيرها من المواد الإستهلاكية السريعة التلف إلى جانب كونها تتسبب في خسائر بالجملة وسط أصحاب المحلات الذين أصبحوا يرفضون إستلام الحليب والمثلجات، بينما توقف العشرات من أصحاب المخابز عن إنتاج الخبز ما تسبب في ندرة حادة إنعكست بشكل مباشر على المواطن القسنطيني. من جهتها أكدت مصادر من شركة توزيع الكهرباء و الغاز أن الشركة لجأت مؤخرا إلى عملية القطع المنتظم للتيار الكهربائي تجنبا لحدوث عطب شامل يمس جميع تراب ولاية قسنطينة و الناتج عن الإستهلاك المفرط للطاقة من قبل المواطنين الذين يشتكون من إستمرار الإنقطاعات الكهربائية موازاة مع الإرتفاع القياسي في درجات الحرارة، حيث قامت المؤسسة بعمليات قطع منتظمة للتيار الكهربائي تشمل جميع الأحياء و تدوم فيها مدة الإنقطاعات ما بين الثلاث والأربع ساعات في كل منطقة، إذ أنه وبمجرد عودة التيار لمنطقة يتم قطعه عن أخرى بنفس المدة في عملية ستتواصل إلى موعد غير محدد، كما أن تطبيقها يكون على مدار 24 ساعة، و ذلك بالنظر إلى الإستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية من قبل المواطنين خاصة لدى إستعمال أكثر من مبرد في المنزل الواحد و ضبطه في درجة حرارة منخفضة جدا. ذات المصادر أضافت أن عملية القطع المنتظم الذي لجأت إليه شركة سونلغاز مؤخرا يعد ضرورة للمحافظة على الطاقة خاصة وأن الإنقطاع الشامل لهذه الأخيرة بسبب الإستخدام المفرط لها قد يستغرق إصلاحه 6 أشهر كاملة بعد إحتراق جميع المحولات و الأجهزة نتيجة الإستهلاك الهائل للتيار الكهربائي فضلا عن الخسائر المالية الضخمة التي قد يخلفها، كما أن الإستهلاك المفرط أدى إلى إتلاف 4 محولات كهربائية بوسط المدينة و إنقطاع كابل رئيسي يزود الولاية بالطاقة، الأمر الذي إستدعى مضاعفة عدد الفرق التقنية المتدخلة والتابعة لسونلغاز مع الإستعانة بالشركات الخاصة لضمان الإصلاح الفوري لهذه الأعطاب .