اشتكى سكان عين النعجة، من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي خاصة في اليوميين الأخيرين، حيث اشتدت درجات الحرارة، وبلغت حد الأربعين درجة، ففي الوقت الذي نعم فيه أغلب سكان العاصمة، بجو بارد، ممن يملكون مكيفات هوائية، بقي سكان عين النعجة يعانون من درجة الحرارة المرتفعة، وهذا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لمدة يوم كامل عبر كامل أحياء المدينة، وهو الأمر الذي جعل السكان يعبرون عن سخطهم واستيائهم الشديدين، خاصة وأن انقطاع التيار الكهربائي حرمهم من عدة خدمات، بدءا بالخبازين الذين لم يستطيعوا تشغيل أفرانهم،، ونهاية بمحلات المواد الغذائية ومقاهي الأنترنت، كما أدى أيضا إلى تخريب العديد من الأجهزة الكهرومنزلية. وما زاد الطين بلة، على حد تعبير أحد المواطنين، هو حرمانهم أيضا من ماء الشرب، منذ الصباح وإلى غاية الساعة الحادية عشر والنصف ليلا، والتي تبقى أسباب انقطاعه مجهولة إلى حد كتابة هذه الأسطر، خاصة وأن الكثيرين منهم، وجدوا أنفسهم عاجزين أمام هذا الوضع، كما أن هذه الانقطاعات تزامنت وإعلان نتائج شهادة البكالوريا، مما جعل أغلب السكان يتصلون بأقاربهم وأحبابهم القاطنين في البلديات المجاورة، وحتى في ولايات غير ولاية الجزائر، من أجل معرفة نتائج أبنائهم، وهو ما زاد من حجم التوتر والخوف لديهم. وفي هذا الصدد، عبر العديد من السكان، خاصة سكان الأحياء الفوضوية (عين المالحة) عن تذمرهم وسخطهم الشديدين، على السلطات التي تأتيهم في كل مرة بتطمينات، لا ينالون منها سوى بعض الأيام القليلة، لتعود الانقطاعات المتكررة للكهرباء، لتطبع يومياتهم، وعليه يقول السيد سليمان، وهو أحد قاطني حي 720مسكن، لست أفهم لما تكون بلدية جسر قسنطينة دائما، هي ضحية الاستهلاك المفرط للكهرباء، فإذا كانت أغلبية البيوت الجزائرية، وعبر كامل التراب الوطني، تمتلك أجهزة التبريد الهوائية، وكل الناس يستعملونها دون أن يعيروا انتباها إلى حجم أو كمية الاستهلاك، إذن فلما تقطع الكهرباء عن هذه البلدية دون سواها، ليضيف قائلا إذا كان سبب انقطاع الكهرباء معروفا لدى الجميع، فماهي قصة الماء يا ترى، ليعقب أنه لولا خزان الماء الاحتياطي الموجود في منزله، لكان من المؤكد الموت عطشا، في ظل ذلك اللهيب الذي عاشته العديد من مدن العاصمة من الخميس للجمعة. من جهة أخرى، قال أحد الخبازين، إنه اضطر إلى غلق محله، لعدم وجود الكهرباء والماء، ففي الماضي كنا نضطر إلى غلق محلاتنا بسبب انقطاع الكهرباء فقط، أما اليوم فصرنا نغلقها لعدم وجود الماء، الذي نحضر به عجائننا. ليضيف مواطن آخر، أنه اضطر إلى الذهاب في رحلة بحث طويلة، عن رغيف خبز يسد به جوعه وجوع أطفاله، ليكون في النهاية الدقيق هو الحل الأمثل لهذه المشكلة المستعصية، والتي ألفوها في كل فصل صيف، على حد تعبيره. وفي الشأن ذاته، تقول إحدى السيدات، إنه من الممكن أن يحتمل هذا الوضع في هذه الأيام، ولكن ماذا سنفعل يوم يحل علينا شهر رمضان المعظم، حيث تضيف أنه يجب على السلطات أن تتحرك من أجل وضع حد لهذا المشكل قبل حلول الشهر الكريم، لأنه لو بقيت الأمور على حالها سيكون صيام الشهر أمرا صعبا جدا، لو اجتمعت فيه حرارة الجو المرتفعة وانقطاع الكهرباء والماء.