اعترف الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، بأن الحزب يمرّ حاليا ب »مرحلة انتقالية«، لكن ذلك لم يمنعه من إبداء التفاؤل بأن يتجاوزها خاصة بعد مرور أكثر من 3 أشهر عن الانتخابات التشريعية. وأعلن في المقابل قرار مشاركة »الأفافاس« رسميا في الانتخابات المحلية المقررة يوم 29 نوفمبر المقبل. عاد علي العسكري، في تدخل له خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة، مؤكدا أنه »رغم أن كل الآمال التي علقناها والأهداف التي سطرناها من خلال مشاركتنا في هذه الانتخابات لم تتحقق فهذا لم يمنع الأفافاس من أن تكون قوة سياسية لا يُستهان بها وعاملا لاستقرار بلدنا«. وفي تشخصيه للوضع الداخلي للحزب لفت العسكري إلى أن هذه الدورة »تكتسي أهمية خاصة«، متحدّثا عن »التطلعات الكبيرة للسكان« وكذا عن »الجهود الحالية لجبهة القوى الاشتراكية لاسيما في المجال التنظيمي والهيكلي لتمكين الحزب من الاستجابة لها«، مضيفا أن ذلك »تحدي حقيقي بالنسبة لحزبنا لأن البلد مازال يعيش في دوامة خطيرة بالنظر للغموض السياسي وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية«. وأوضح المتحدّث أن الأنشطة التي باشرها الأفافاس في المرحلة الحالية تشكل »استمرارية لتعبئة المناضلين والمواطنين الذي بدأ مع الانتخابات التشريعية« والذي من شأنه »أن يسمح للحزب بخوض الاستحقاقات القادمة في أحسن الظروف«. وبعد أن أكد أن الأفافاس سيشارك »كالعادة في الانتخابات المحلية« بالنظر إلى »أهميتها الإستراتيجية« دعا أعضاء المجلس الوطني إلى »توحيد كل طاقاتهم«، مجدّدا »وفاء« أقدم حزب معارض في الجزائر إلى »التزاماته ومبادئه«. وأفاد أيضا أن كل القرارات التي سيتمّ الخروج بها خلال دورة المجلس الوطني »ستتخذ في ظل الاحترام المطلق لاستقلالية الحزب« وفي ظل »إعادة تأكيد روح التفتح الذي لم نتنكر له أبدا«. وقال بهذا الخصوص: »نحن نناضل دائما من أجل تغيير سلمي ومن أجل الديمقراطية والعدالة والتضامن«. في غضون ذلك من المنتظر أن تقدم اللجنة الوطنية لجبهة القوى الاشتراكية المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية للمجلس الوطني، وتحدّد هذه الوثيقة معايير الترشح وكل ما يتعلق بإعداد القوائم الانتخابية للحزب والمشاركة في هذا الاستحقاق، كما ينتظر أن يتم تقييم عملية إعادة الهيكلة التي انطلقت في جويلية الماضي وتتواصل إلى غاية سبتمبر المقبل. وكانت إعادة هيكلة فدراليات الحزب وفروعه قد تقررت خلال الدورة العادية الأخيرة للمجلس الوطني التي انعقدت يومي 22 و23 جوان الفارط كما تأتي طبقا للوائح المؤتمر الرابع للحزب في سبتمبر 2007، وذكر علي العسكري أن إعادة الهيكلة سبقت عقد مؤتمرات للفدراليات تم عقد حوالي 20 منها، موضحا أن جدول الأعمال يشمل كذلك نقاط تتعلق ببرنامج الحزب لشهر سبتمبر. من جهة أخرى عرفت جبهة القوى الاشتراكية استقالة العديد من مناضليها من بينهم قادة قدامى ونواب كانوا قد برروا قبل ذلك سبب انسحابهم خلال تجمع نظم يوم 14 جوان الفارط بتيزي وزو، ويتعلق الأمر بكل من الأمناء الوطنيين السابقين مصطفى بوهادف، علي قربوعة، جودي معمري ومعهم نائبين سابقين هما سمير بوعكوير وجمال زناتي اللذين اتهما قيادة الحزب ب »التواطؤ مع السلطة« بالمشاركة في التشريعيات الأخير، كما أعلن الأمين الوطني الأول السابق كريم طابو رفقة حوالي 60 مناضلا في الحزب استقالتهم من هذه التشكيلة بعد بضعة أيام من ذلك.