"أنا شخصيا سمعت ممن أثق فيه بأنه حضر جلسة يحرِّضُ فيها رجلٌ نافذ ومعروف ومذكور على كل الألسنة إطارات من الحركة ويدعوهم للالتحاق بالحزب الذي تتحدثون عنه، بل هناك من مؤسسيه من صرح بذلك علانية"، هذا بعض ما قاله عبد الرزاق مقري، العضو القيادي في حركة مجتمع السلم، لتبرير النزيف الذي تعرفه الحركة وهجرة إطاراتها نحو حزب عمر غول. لا يجرؤ مقري على ذكر اسم الرجل رغم أنه يقول بأنه نافذ ومعروف ومذكور على كل الألسنة، وفضلا عن كونه لا يذكر الاسم، فإنه لا يقول لنا ماذا كان يفعل إطارات الحركة عند الرجل النافذ والمعروف والمذكور، وعبر كشف هذين التفصيلين يمكن أن تستعيد حمس بعض العذرية الغالية التي تبحث عنها منذ سنوات. الحقيقة أن الجلوس إلى النافذين والمعروفين والمذكورين على كل الألسنة عادة قديمة في حمس أسس لها الشيخ الراحل محفوظ نحناح الذي اختار أن ينقلب على رفاقه الذين سافر معهم إلى روما بعد أن سمع لنصائح هؤلاء، ومنذ ذلك الحين وخط سير الحركة يحدده رواد هذا النادي المغلق الذين لا يقدر مقري على ذكرهم بالاسم لكنه يعلم أن كثيرا من زملائه في الحركة هم من رواد النادي وأكثر منهم المتشوقون لولوج عالم الجلسات الخاصة حيث يتحول حديث سمر إلى خطة سياسية تحدد مصير بلد تعداد سكانه أكثر من ثلاثين مليونا من البشر. عمر غول لا يفعل أكثر مما فعله الشيخ الراحل محفوظ نحناح قبل سبعة عشر عاما من الآن، وعلى عبد الرزاق مقري ورفاقه من المرابطين في حمس أن يسألوا أنفسهم أي حركة سياسية أو فكرية هذه التي لا يصمد أبناؤها ومناضلوها وحتى قادتها أمام إغراء رجل واحد، وأي صنف من المناضلين هذا الذي يمثله مقري وهو الذي لا يجرؤ على التلفظ باسم من يعنيه؟. حمس تحصد اليوم ما زرعه الأب المؤسس والصبر أفضل من الجزع لأن مصيبة الصابر واحدة ومصيبة الجازع اثنتان.