دعت مجموعة من المواطنين والشخصيات والجمعيات الأمريكية في رسالة لهم أول أمس، الرئيس باراك أوباما إلى اتخاذ خطوات أكثر ايجابية اتجاه القضية الصحراوية من خلال دعم واضح لاستفتاء تقرير المصير بما يمكنهم من حماية الصحراويين بالمنطقة من العنف الممارس ضدهم من طرف السلطات المغربية، فيما دعت رئيسة الجمعية الاسبانية الثقافية لأصدقاء الشعب الصحراوي بضرورة دعم الحكومة الاسبانية للجهود المنصبة نحو إيجاد حل عاجل يمكن الأجيال القادمة من العيش بسلام. أوضحت الرسالة التي كان من ضمن موقعيها كل من سوزان شولت، الفائزة بجائزة سيول لحقوق الإنسان، ومونيكا كارلا فارما مديرة مركز روبرت كينيدي، والسفير الأمريكي السابق فرانك رودي، والبروفيسور ستيفن زونز من جامعة كاليفورنيا، أن مصير الصحراء الغربية كآخر مستعمرة في إفريقيا لازال غير مضمون منذ احتلالها من طرف المغرب منذ أزيد من 30 عاما، وبالنظر للصداقة التي تجمع حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، فبإمكانكم بصفتكم رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، المساعدة في حل هذا النزاع الذي دام طويلا، وضمان حماية حقوق الشعب الصحراوي، بما في ذلك حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير. واستعرض موقعوا الرسالة مسيرة الصحراويين الذين أثبتوا أنهم شعب ملتزم بسيادة القانون، الديمقراطية، حقوق الإنسان وبفرص متساوية بين الجنسين بالإضافة إلى التسامح ورغم ذلك فحقوقه مهضومة ومنتهكة، مؤكدين أن مجرد ممارستهم للحق في التجمع وفي التعبير، عرّض الصحراويين للاعتقالات التعسفية والحبس، الاختفاء والانتهاكات، وكذا التعذيب والاغتصاب، كما أن عنف سلطات الدولة المغربية ضد الصحراويين قد تم توثيقه جيدا في تقارير من طرف منظمة العفو الدولية، هيومان رايتس واتش، فريدوم هاوس، المنظمة العالمية ضد التعذيب، صحفيون بلا حدود، وكتابة الدولة الأمريكية، وكلها أدلة تدين المغرب أمام المحاكم الدولية. كما اعتبر الموقعون على الرسالة أن الحق في تقرير المصير ليس فقط حقا أصليا في ميثاق الأممالمتحدة، بل هو مبدأ أسست عليه أمتنا نفسها، مذكرين بأن المغرب وبدلا من تسهيل تنظيم استفتاء لتقرير المصير كما وعدت به الأممالمتحدة منذ زمن طويل، فقد عمل وبشكل عدائي على عرقلة جهود بعثة الأممالمتحدة. من جهة أخرى، طالب أطفال صحراويون أثناء قضاء عطلتهم عند عائلات اسبانية بكاستيليا وليون، دعم الحكومة الاسبانية من أجل التوصل إلى حل عاجل يمكن الأجيال الحالية والصاعدة من العيش بسلام وتضامن وعدالة، كما ذكر الأطفال في رسالتهم إلى رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيز ثباتيرو مسؤولية اسبانيا إزاء نزاع الصحراء الغربية، خلال حفل أقامته رئيسة الجمعية الثقافية لأصدقاء الشعب الصحراوي أليخاندرا سكالابريني والتي قالت أن الأطفال الصحراويين لازالوا منذ 2005 يطالبون بإيجاد حل من حكومة منطقة كاستيليا وليون بهدف السماح لشعبهم بممارسة حقه الثابت في تقرير المصير فإلى متى؟ و استرسلت تقول "من حق هؤلاء الأطفال العودة إلى وطنهم"، لتندد في ذات الوقت بالوضعية التي يعيشها الشعب الصحراوي الذي أجبر جزء منه على البقاء في المنفى منذ قرابة 35 سنة والجزء الأخر تحت القمع المغربي بالأراضي المحتلة للصحراء الغربية ويعاني في صمت. هذا وأشادت سكالابريني بدعم المؤسسات الاسبانية للاجئين الصحراويين داعية إلى تقديم دعم سياسي أكثر، بهدف التوصل إلى حل بين المغرب وجبهة البوليساريو، وأوضحت المتحدثة أن تسوية النزاع لا تتوقف فقط على اسبانيا بل أيضا على المغرب وفرنسا والولاياتالمتحدة وخاصة الأممالمتحدة التي لم تتمكن من تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي وعدت به منذ 1991.